بحث
بحث

الخطوط الحديدية تبحث الدخول في غينيس ومواطنون: نريد الكهرباء

صوت العاصمة – دمشق 
في انفصال جديد عن واقع سوريا المرتدي، وتناسي ما يحصل في البلاد، وتجاهل الدراسات التي تشير إلى أن أكثر من نصف ساكن دمشق يعيشون تحت خط الفقر، يتحدث مدير الخطوط الحديدية حول دخول موسوعة “غينيس” بأقدم قاطرة بخارية، الموجودة في محطة الحجاز والمعروفة بقدمها، والتي تعد إحدى معالم دمشق الأثرية.
للوهلة الأولى يُعتبر الخبر مفرحاً، خاصة أن ذلك البناء له شيء من الخصوصية لكل من زار دمشق أو عاش بها، ولكن في ضل الأوضاع الراهنة وتقصير النظام وحكومته في تأمين أدنى مقومات الحياة للمواطنين، فأي غينيس يتحدثون عنها ؟
هل يمكن الدخول في الموسوعة في بلد يقف موظفو حكومتها لمدة تزيد عن ساعة على باب أحد المصارف الحكومية، ينتظرون وصول مادة المازوت لتشغيل المولدة لفتح الأبواب، في ظل انقطاع مستمر للكهرباء، الأرض التي ستأخذ عليها القاطرة ذلك اللقب يموت فيها شخص على الأقل شهرياً بسبب الإهمال الطبي.
مواطنون سوريون يقيمون في عاصمة الشقاء “دمشق” يسخرون من الخبر الذي ورد عبر الصحف الرسمية والمواقع الالكترونية، يطالبون بالكهرباء والمياه قبل لقب “غينيس”، يريدون حلاً لأزمة المواصلات، يطالبون بدخول غينيس بساعات التقنين، والغلاء، والأزمات المتراكمة، فمن أزمة الكهرباء إلى أزمة المياه والدواء مروراً بأزمة الخبز والمحروقات، وملايين المهجرين، وآلاف يفترشون الحدائق للنوم، ونظام لا يبالي، يريد أن يظهرها مدينة الياسمين التي نفضت الحرب، وهي في الحقيقة مدينة الشحادين، مدينة المهجرين، مدينة العاطلين عن العمل، مدينة لا شباب فيها.
في الوقت الذي نُشر فيه ذلك الخبر العظيم، بفرحة كبيرة من قبل مدير الخطوط الحديدية والرفاق البعثيين، كانت قذائف الهاون تنهال على دمشق وريفها، يقولون بالتزامن مع صدور الخبر، أن مصدرها المناطق الخارجة عن سيطرتهم، ويصرون أنهم يكافحون مطلقي القذائف، لكن كيف ؟؟ بطائرات ومدفعية ثقيلة يُسمع صداها في كافة أرجاء دمشق، لتقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهنا يعود الكاتب ليُمجد الرفيق مدير الخطوط الحديدية على عمله العظيم، بالحديث عن إدخال قاطرة في موسوعة “غينيس”
وليست المرة الأولى التي يحاول النظام فيها إظهار العاصمة بأبهى صورها، فقد قام مراراً وتكراراً بفعاليات “مدنية” كاحتفالات جرت في محطة الحجاز، وأخرى في صالة الجلاء، ومارثون الألوان، وأحب دمشق، وغيرها لكن كما يُقال باللهجة الشامية “الشمس ما بتتغطى بغربال”