أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن بلاده تدعم الحل السياسي في سوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254، والعمل على ضمان وحدة واستقلال أراضيها، وتخليصها من الإرهاب.
وشدد الصفدي، خلال مقابلة مع قناة “الشرق” أن الوصول إلى حل سياسي بسوريا، هو هدف رئيسي وأولوية بالنسبة للأردن، موضحاً أن عمان تعمل مع المجتمع الدولي من أجل الوصول إلى هذا الحل.
ورأى وزير الخارجية الأردني أن المضي بهذا الأمر، سيسمح بعودة طبيعية للاجئين السوريين، واصفاً القضية السورية بـ “الكارثة”.
واعتبر الصفدي أن ما يجري من عمليات تهريب “ممنهجة للمخدرات تؤكد أن حالة الحدود مع سوريا غير صحية، وأن عمّان تدفع باتجاه الحل السياسي للقضية السورية الكارثية”، موضحاً أن الأمر أصبح بحاجة ماسة إلى مقاربات من شأنها أن تثبت الأمن والاستقرار في الجنوب السوري، على الحدود الشمالية للأردن.
وأضاف الوزير الأردني أن الأردن يقوم بما يجب القيام به من أجل حماية حدود المملكة ومصالحها، عبر الجيش والقوى الأمنية الأردنية، مؤكداً أن عمان “تتواصل مع الجميع من أجل حلّ أي إشكاليات”.
وبيّن أن استقرار الجنوب السوري هو “مصلحة وطنية أردنية”، مؤكداً على حرص عمّان الكبير على استقراره قائلاً: “من أجل ذلك نحاول أن تتعامل مع كل أسباب عدم الاستقرار في الجنوب والتي تنعكس على الأردن”.
وفيما يخص اللاجئين السوريين في الأردن، دعا الصفدي إلى ضرورة استمرار الدعم الدولي لهم، والمساعدة في تحمل هذا العبء الكبير إلى جانب الأردن قائلاً: “هذا عبء كبير، نقوم بكل ما نستطيع لأن نوفر العيش الكريم لهم، ولكن هذا العبء لا يمكن أن يكون مسؤولية الدول المستضيفة فقط، هو عبء يجب أن يتحمله العالم كله، إلى حين أن تتهيأ الظروف التي تسمح بعودتهم الطبيعية إلى وطنهم”.
وتطرق الصفدي في معرض حديثه للعلاقة مع إيران، وأشار إلى أن الأردن يريد علاقات صحية مع إيران تقوم على عدم التدخل بالشؤون الداخلية، كغيره من الدول العربية، التي تطمح إلى علاقات صحية، قائمة على الاحترام المتبادل، وعدم التدخل بالشؤون الداخلية وعلاقات حسن الجوار.
وأوضح وزير الخارجية الأردني أن الحوار هو السبيل الأفضل لحلّ ومعالجة أي توترات، لأن المنطقة “لديها ما يكفيها من الأزمات ولا نحتاج للمزيد من التوتر، ولا بد من معالجات حقيقة لأسباب التوتر حتى نصل إلى العلاقات الصحية التي نريدها جميعاً مع إيران”، على حد قوله.
ودقّ الأردن ناقوس الخطر معلناً أن الميلشيات الشيعية التابعة لإيران، والتي باتت تنتشر في الجنوب السوري بكثافة على حساب انتشار الشرطة العسكرية الروسية منذ بدء الحرب الأوكرانية، تمارس عمليات تهريب المخدرات نحو العمق الأردني بهدف ضرب الأمن القومي للمملكة، ودول الخليج على حد سواء.
وقال الملك الأردني عبد الله الثاني، قال في مقابلة مع قناة “سي إن بي سي” الأميركية، في شهر حزيران الماضي، إن “الأردن ينظر إلى الوجود الروسي على أنه عنصر إيجابي للاستقرار على الحدود مع سوريا، لكن مع بدء الحرب الأوكرانية، تراجع الوجود الروسي وقلّ بشكل كبير، الأمر الذي سبب نشاطاً متزايداً للميلشيات الشيعية على حدودنا، التي تقوم بتهريب المخدرات والأسلحة نحو الأردن”.