أدى ارتفاع أسعار اللحوم خلال الأسابيع الأخيرة إلى تراجع الطلب عليها وجمود في حركة البيع والشراء نتيجة لارتفاع أسعارها وانخفاض القدرة الشرائية للشريحة الأكبر من المواطنين.
ووفقاً لجريدة البعث الحكومية فإنّ اللحوم دخلت في قائمة المواد الاستثنائية ولم تعد أسعارها تسمح بالإقبال عليها، مضيفة أنها أصبحت من “المنسيات” لمعظم العوائل السورية.
وأوضح موظف متقاعد أنّ الراتب الذي يتقاضاه لا يتيح له إمكانية شراء كمية قليلة من اللحوم الحمراء، مضيفاً أنه لا يكفي حتى لسد نفقات الاحتياجات الأساسية كالدواء والغذاء.
وقالت محامية في دمشق إنها تكتفي بتحضير وجبة واحدة من اللحوم في الأسبوع لأسرتها، وأنها غالباً ما تلجأ لشرا لحوم الدجاج لكونها أرخص ثمناً.
واعتبر موظف حكومي أنّ غياب الرقابة عن محال بيع اللحوم أفسحت المجال لرفع بالأسعار بالتزامن مع ضعف القدرة الشرائية وانهيار قيمة الليرة السورية.
وأكد أحد تجار المواشي أنه مع تدني الطلب على اللحوم تراجع تلقائياً الطلب على المواشي وانخفضت المبيعات، مضيفاً أنّ تكلفة تربية المواشي ارتفعت بارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية.
وقال رئيس جمعية اللحامين بدمشق محمد الخن إنّ الإقبال على السوق ضعيف حالياً بسبب ضعف القدرة الشرائية، وأنها ليست من ضمن الأولويات خاصة مع تراجع الحركة السياحية وبدء الموسم الدراسي الجديد.
وأكد رئيس الجمعية أن أغلب البيع بالمطاعم وعلى الرغم من ذلك هناك تراجع في المبيع بالمطاعم فالأسعار مرتفعة ومن غير الممكن شرائها، فسعر كغ اللحمة لا يناسب ذوي الدخل المحدود.
وأشار الخن إلى أن حركة بيع اللحوم الحمراء في دمشق تراجعت بشكل كبير حتى في الأحياء الراقية نتيجة لارتفاع أسعار اللحوم بشتى أنواعها.
ووصل اليوم سعر الكيلوغرام الواحد من لحم الغنم إلى ١٧٠ ألف ليرة سورية، و١١٠ إلى ١٢٠ بنسبة دهون ٢٥%، وكيلو الغنم الحي ٤٩ ألف، والمسوفة ٥٠% دهنة ٩٠ ألف وسعر كيلو لحم العجل ١٣٥ ألفا هبرة، والمسوفة ٩٠ ألفا، وسعر الكيلو الحي بـ٤٢ ألف.
وتراجعت نسبة الذبح في دمشق إلى حدود ٢٥% بعدما كانت تقدر بنحو ٧٠٠ رأس، والآن تصل إلى ٥٠٠ رأس وسطياً حيث يتم ذبح من ٢٥ إلى ٣٠ رأس عجل يومياً
وعزا رئيس جمعية اللحامين ارتفاع أسعار اللحوم إلى قلة المادة وارتفاع سعر الأعلاف بسبب عدم وجود المراعي وكذلك امتناع المربين عن البيع، مضيفاً أنه لا علاقة للمحروقات في تحديد سعر اللحوم بدمشق.
وتزايد الإقبال على شراء لحم الجمل في عدة مناطق بمدينة دمشق خلال الأسابيع الماضية لانخفاض أسعاره مقارنة بلحم الغنم.
وطالب رئيس جمعية اللحامين في دمشق في وقت سابق الجهات المسؤولة السماح باستيراد مادة اللحوم المجمدة ودعم المربين بالأعلاف أسوة بقطاع الدواجن مثلاً وهذه الإجراءات ستسهم بشكل كبير في خفض الأسعار ويصبح بإمكان الفقير شراء اللحوم.
ولجأ الكثير من السوريين خلال شهر رمضان الفائت إلى شراء لحوم الدجاج المجمدة كبديل عن الدجاج الطازج واللحوم التي لا تتمكن الغالبية العظمى من شرائها نتيجة ارتفاع أسعارها وانخفاض دخلهم.
