بحث
بحث

بالأرقام: فقدان أكثر من 400ألف طفل وتراجع معدلات الخصوبة لدى النساء في سوريا

تراجع عدد السكان في سوريا في سنوات الحرب الأخيرة من 23مليون إلى حوالي 15 مليون وربما أقل بحسب الإحصائيات الدولية الأخيرة، وتقول الإحصائيات إن التراجع المخيف لعدد السكان المتواجدين ليس الخطر الوحيد، بل إن تناقص قدرتهم على الازدياد هو الظاهرة الأخطر التي تهدد مستقبل البلاد.

وتراجع معدل الخصوبة العام للنساء السوريات بنسبة 26% خلال العشر سنوات الأخيرة، أي ما قبل الحرب وفق تقديرات الأمم المتحدة وإحصائيات لموقع world population prospects  التابع للأمم المتحدة و المختص بالتقديرات و التوقعات السكانية الرسمية، وأنه بالنظر إلى الأرقام المحلية بعد جمع العينات من اغلب المناطق السورية فإن واقع تراجع الخصوبة في سوريا كان خطيراً للمقيمات داخل البلاد .

وقالت شعبة المسح السكاني بالأمانة العامة للأمم المتحدة إن معدلات الخصوبة العامة في سوريا تراجعت خلال الفترة التي سبقت الحرب ما أثر على معدل النمو السكاني، وأن معدل الخصوبة خلال عام 2000 وحتى 2005، 3.8 طفل لكل امرأة عمرها بين 15-50 عام وهو العمر الطبيعي للخصوبة النسائية، وانخفض المعدل منذ 2010وحتى 2015 إلى 3.1 طفل لكل امرأة، وأضافت شعبة المسح أن التقديرات المتوقعة للبلاد في عام 2020وحتى 2025 ستبلغ 2.8 طفل لكل امرأة، ما يعني تراجعاً ملحوظاً بمعدل الولادات بنسبة تقترب من الربع واصفة إياها بالنسبة ” الكبيرة والخطيرة”.

وتشير التقديرات الأممية لوجود أكثر من 5.3 مليون امرأة بعمر الخصوبة مقيمة في سوريا عام2010، وقد أنجبوا 870 ألف مولود تقريباً في العام نفسه، أي بمعدل 17طفل لكل 100 امرأة في عام واحد، وفي عام 2017 رصد المسح وجود 4.100 مليون امرأة داخل البلاد بعمر الخصوبة وقد أنجبن 275 ألف مولود فقط أي بمدل 6.6 طفل لكل امرأة في العام الواحد.

وتراجعت نسية الخصوبة لدى النساء المقيمات في سوريا أكثر من 61% وخسرت كل 100 امرأة أكثر من 10 أطفال كان من الممكن انجابهن بشكل طبيعي، وذلك يدل على خسارة أكثر من 400 ألف طفل قياساً بعدد النساء اللواتي يقدرن ب4 مليون امرأة، وتقول الإحصائيات إن خسارة مثل هذه الأرقام تعني خسارة جيل كامل من المفترض قدومهم إلى البلاد.

وحملت شعبة الإحصاء السكاني التابعة للأمم المتحدة  ظروف ” الحرب” مسؤولية فقدان هذا العدد من الأطفال (400)ألف طفل، وقالت إن ظروف الحرب قلصت أعداد الأطفال المولودين وخفضت معدلات الخصوبة والانجاب، وأن الحرب كانت امتداداً لظواهر اجتماعية مدمرة مثل التشوهات والظروف الاقتصادية الصعبة والتغيير الديموغرافي.

ويرجع قسم التوقعات السكانية في الأمم المتحدة اختلال التوازن الديموغرافي والجنسي في سوريا إلى ” الحرب” التي ساهمت بازدياد أعداد الإناث بعمر الخصوبة مقارنة بأعداد الذكور/ وبحسب نتائج الإحصائيات فإنه مقابل  4.1 مليون أنثى بعمر الخصوبة داخل البلاد هناك 3.4 مليون ذكر فقط، والفارق الذي وصل إلى 670 ألف كفيل بتفسير نسب تراجع الولادات.

ويذكر القسم أن المجتمع السوري فقد أكثر من 570 ألف شاب عمرهم بين 20-40 عاماً غيبهم الموت أو الهجرة أو الاعتقال القسري ،رغم أن أعداد المفقودين والمقتولين أكثر من ذلك،  وأن نسبة الإناث بنفس العمر فافت أعداد الذكور بفارق 80%، وهذا معدل خطير داخل البلاد،.

ويضيف أن عدد النساء الأرامل في سوريا لعام 2018 بلغ أكثر من 510 ألف امرأة، بينما بلغ عدد المطلقات والمنفصلات إلى 115 ألف، كما تراجعت عقود الزواج بنسبة 51% بعمر الخصوبة بين أعوام 2010-2017، وتضاعفت نسبة الطلاق من 105 إلى 20% قياساً لعقود الزواج لعام 2017 حسب آخر إحصائية للقسم.

ويربط المحللون الاقتصاديون خسائر الناتج المحلي في سوريا بمعدلات تراجع الانجاب ويقولون إن القطاع الإنتاجي خسر مئات الملايين من الدولارات مع انخفاض عدد السكان.

وترجع الأمم المتحدة انخفاض معدلات الإنجاب إلى أعداد الوفيات الذكور وخصوصاً فئة الشباب التي خلفت أكثر من 570 ألف أرملة غير منجبة، و115 ألف مطلقة ومنفصل، ما ينذر بهرم البلاد وارتفاع أعداد كبار السن مقارنة بالشباب بنسبة قد تصل إل النصف تقريباً حسب تقديرات أممية.

اترك تعليقاً