قالت وسائل إعلام محلية إنّ 309,258 طالباً وطالبة تقدّموا لامتحانات شهادة التعليم الأساسي في أيار الفائت، في حين بلغت نسبة النجاح 66.07% فقط أي أنّ هناك 198,003 من الطلاب المتقدمين للامتحانات قد نجحوا.
وبحسب تقرير لجريدة قاسيون المحلية، فإنّ السبّب وزراء تراجع نسبة النجاح هو “السياسات الحكومية الجائرة المتمثلة بتخفيض الإنفاق العام والتي أثرّت بشكلٍ كبير على القطاع التعليمي، إضافة إلى خطوات إلغاء الدعم المتسارعة والتي نهت كذلك نهشت بهذا القطاع”.
وأشار التقرير إلى أنّ العديد من المدارس لم تعد قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من الطلاب، إضافة إلى افتقار العديد منها للحد الأدنى من شروط العملية التعليمية، من لوازم ووسائل وأدوات، كذلك بسبب اكتظاظ الطلاب داخل الفصول، ونقص الأثاث المدرسي، وندرة توفر المواد اللازمة للتدفئة والإنارة الجيدة، بالإضافة إلى تلف الحمامات ومرافق الصرف الصحي.
ووفقاً للتقرير، فإنّ وزارة التربية قامت بتقديم موعد الامتحانات ما دفع العديد من المعلمين إلى الإسراع في إنجاز المقرّر الدراسي المطلوب مما انعكس سلباً على الطالب وفهمه، إضافة إلى عجز العديد من المعلمين عن إتمام المنهاج.
وبناء عليه فقد تزايدت الحاجة للدروس الخصوصية، وللجلسات الامتحانية قبل المواعيد الامتحانية لكل مادة، مع تكاليفها المرتفعة التي تكبدها ذوو الطلاب، عسى يتم ترميم ما يمكن ترميمه من نقص في المعلومة والشرح لدى أبنائهم، تبعاً للتقرير.
وجاء الامتحان وبدأت الصدمات المتلاحقة، بداية كانت اللغة الفرنسية والجدل الكثير الذي أثير حولها، في حين أكّد العديد من المدرسين الاختصاصين أنّ الأسئلة لم تكن كالمعتاد، بداية من النص الذي جاء على شكل نص مدمج للعديد من نصوص الكتاب، وهو الذي لم يعتده الطلاب ولا حتى الأساتذة، مروراً بأسئلة القواعد التي كانت متوسطة، وليس انتهاءً بسؤال الترتيب الذي عجز معظم طلابنا أمامه.
حال مادة الرياضيات لم يكن بأفضل، فقد أجمع العديد من الطلاب أن الأسئلة كانت طويلة تحتاج إلى المزيد من الوقت، ولم تراعِ الشمولية والتدرج بالمستويات، حسبما نقل التقرير عن بعض المدرسين.
وفي ختام التقرير، نوّهت الجريدة إلى أنّ شهادة التعليم الأساسي التي تُشكّل منعطفاً في حياة الطالب وخياراته ومستقبله لن تعود كما كانت عليه في امتحاناتها، وكذلك فإن الخيارات المفروضة بعدها لاستكمال العملية التعليمية في مرحلة التعليم الثانوي لن تعود كما كانت عليه أيضاً، وطبعاً سيرتبط بذلك بالخيارات الانعطافية في مرحلة التعليم الجامعي بالنتيجة.