ارتفعت نسبة صرف الأدوية النفسية خلال السنوات الماضية نتيجة ارتفاع الحالات المرضية التي سببتها الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في سوريا.
وأكّد عدد من الصيادلة في دمشق أنّ هناك زيادة بصرف الأدوية النفسية خلال العام الحالي بنسبة تزيد عن 70% مقارنة بالعامين الماضيين وتحديداً أدوية الاكتئاب.
وقال أحد الصيادلة إنّه يتجنب إعطاء أي من الأصناف الدوائية المتعلقة بالعلاج من الأمراض النفسية إلا بموجب وصفة طبية صادرة عن طبيب مختص.
ونوّه الصيدلاني لوجود أدوية فعالة وأخرى أقل فعالية وأخرى لها تأثيرات جانبية بحسب التركيبة الدوائية لكل منها ومنشأها لذا لا يمكن صرف أي منها إلا من قبل الأطباء النفسيين والمختصين.
وتراوحت أجور المعاينات لدى الأطباء النفسيين في دمشق وريفها بين 30 و50 ألف ليرة سورية يضاف لها قيمة الأدوية والمنشطات التي قد يطلبونها ما يجبر الكثيرين على عدم مراجعة العيادات النفسية لعدم قدرتهم المالية، وفقاً لموقع أثر برس المحلي.
وأوضح أستاذ الطب النفسي في جامعة دمشق ورئيس قسم الأمراض الباطنة في مشفى المواساة الجامعي الدكتور يوسف لطيفة أن نسبة الأعراض الاكتئابية منتشرة بنسبة كبيرة مضيفاً أنّ كثر من دراسة تمّ إجراؤها سواءً في جامعة دمشق أو في الجامعات السورية الخاصة على طلاب الجامعات تدل على أن نسبة الأعراض الاكتئابية أكثر من النسب العالمية المعروفة.
وعزا لطيفة أنّ زيادة الأمراض النفسية متعلقة بالظروف الاجتماعية أو الاقتصادية التي يعيشها الفرد وهو ما ينطبق على معظم السوريين وأسهم في زيادة أمراض القلق والقلق المعمم والاكتئاب واضطراب الصدمات النفسية واضطرابات التكيف أو التلاؤم.
وأشار إلى ظروف الحياة اليومية والضغوط النفسية التي يتعرض لها الأفراد وخاصة الظروف التي مرت بها سوريا معتبراً أن جميعها عوامل تزيد من نسبة الاضطرابات النفسية عامة وخاصة القلق والاكتئاب وأيضاً الإدمان يزداد بدرجة عالية في حالات الأزمات بكل دول العالم لسهولة الحصول على المواد المخدرة وبسبب نقص الرقابة الصحية في المؤسسات الصحية بالدول التي لديها أزمات وغالباً يكون الإدمان على الحشيش أو المخدرات بشكل عام أو على المنشطات النفسية أو الأدوية المسكنة المركزية وأيضاً على الكحول.
وبيّن أستاذ الطب النفسي أنّ النسبة الأكبر من مستهلكي الأدوية النفسية نتيجة تأثرهم بالظروف ومدمني المواد المخدرة هم فئة الشباب والمراهقين لأنّ شخصيتهم تكون هشة على حد وصفه وخاصة الإناث.
وبيّن لطيفة أنّ الأمراض النفسية تكون أخطر من غيرها في حال عدم قدرة الإنسان على تحمل الضغوط لأنها تؤثر على سلوك الفرد وإنتاجيته وتعب وخمول وببعض الحالات تؤدي إلى عزلة خاصة في الاكتئاب الذي يسبب التمني بالموت أو التفكير بالانتحار ومن هنا تأتي خطورتها.
وأضاف أنّ الإدمان كذلك من الاضطرابات النفسية التي تؤثر بشكل سلبي وشديد جداً على المجتمع من حيث هدر الموارد المادية وانتشار الاضطرابات السلوكية الناتجة عن الإدمان.
وأوضح أنّ الأدوية النفسية مرخصة ومدروسة لتلائم حالات المرضى بحيث لا تسبب الإدمان باستثناء فئة قليلة من الأدوية يحرص على تناولها تحت إشراف الطبيب أو الأهل.
وأُطلقت وزارة الصحة في حكومة النظام السوري منتصف حزيران الفائت خدمة تحت شعار “نحن معك، من الألم إلى الأمل” لتقديم الاستشارات النفسية من قبل كوادر مشفى ابن رشد في دمشق وابن خلدون في حلب لذوي الأمراض النفسية.
ورفعت وزارة الصحة أواخر العام الفائت أسعار 1200 صنف دوائي بزيادة تراوحت بين 20 إلى 25% منها أدوية للأمراض المزمنة والأمراض النفسية.
