ازدهرت تجارة المياه في ريف دمشق خلال الأسابيع الماضية وتزامناً مع دخول فصل الصيف في أوجه نتيجة شح كميات المياه عبر الشبكة ما دفع بالأهالي لشراء المياه المنقولة عبر الصهاريج بتكاليف باهظة.
وبحسب موقع غلوبال المحلي فإنّ أصحاب الصهاريج يحددون ثمن المياه بشكل عشوائي مستغلين حاجة الناس الماسة لها وغياب الرقابة.
وقال أحد المواطنين في مدينة جرمانا إنه لجأ مؤخراً لتعبئة خزان المنزل من الصهاريج بتكلفة تصل إلى 30 ألف ليرة سورية نتيجة عدم وصول مياه الشبكة العامة إلى منزله في الطوابق العليا.
ويبرر أصحاب الصهاريج ارتفاع سعر المياه بأنهم يلجؤون لشراء المازوت لسياراتهم من السوق السوداء بأسعار مرتفعة إضافة لسعر المياه المرتفع أساساً على اعتبار أنّ أصحاب الآبار الخاصة يضطرون أيضاً لشراء مازوت المولدات من السوق السوداء.
واشتكى عدد من الأهالي في جديدة عرطوز بريف دمشق من عكارة المياه التي يشترونها من الصهاريج الجوالة بأسعار تتراوح بين 25 و30 ألف ليرة سورية للمتر المكعب وأوضحوا أنّ الإنفاق على المياه يتجاوز 100 ألف ليرة شهرياً.
وأوضح معاون مدير مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في دمشق وريفها عمر الدرويش أنّ المؤسسة تمنح رخصاً لجميع الصهاريج ولكن يجب على مالك الشاحنة تجديد الترخيص كل ثلاثة أشهر في ظل شروط صعبة تتضمن وضع بطاقة على الصهريج الأزرق المطلي فقط وتشير إلى مصدر المياه وأن تكون المياه من مناهل صالحة للشرب ومعقمة وتقديم شهادة صحية لصاحب الصهريج بأن يكون خالياً من الأمراض المعدية.
وأضاف بأنّ المؤسسة تتلقى العديد من الشكاوى عن وجود صهاريج مخالفة من حيث مواصفات الصهريج أو نظافة المياه ولاسيما في منطقتي صحنايا والغوطة مشيراً إلى أنّ المؤسسة خاطبت قيادة الشرطة بمتابعة صهاريج المياه وحجز المخالفين منهم.
ولفت درويش إلى أنّ المؤسسة غير مسؤولة عن تحديد تكاليف أو أسعار نقل المياه وأنّ المجالس المحلية في البلدات والمدن هو من يحدد بناءاً على تكلفة استخراج المياه من الآبار القريبة والمسافات التي يقطعها سائقو الصهاريج بين الآبار والأحياء السكنية.
ولجأت مؤسسة مياه الشرب في دمشق وريفها قبل نحو شهر إلى تطبيق برنامج تقنين في ضح المياه وإدخال مصادر جديدة للضخ على الشبكة مثل نبع بردى وغيرها من الآبار نتيجة انخفاض ضخ نبع الفيجة إلى 5.5 متر مكعب في الثانية بحسب مدير عام المؤسسة عصام الطباع.
ورفعت الشركة العامة لتعبئة مياه الشرب أواخر أيار الفائت أسعار عبوات مياه الشرب بنسبة تجاوزت 30% لجميع المنتجات المعبأة من بقين والفيجة ودريكيش والسن وحددت قيمة عبوة المياه سعة 1.5 ليتر بـ1650 ليرة سورية.