شهد سوق المحروقات في سوريا حركة نشطة لما يعرف بالبنزين اللبناني أو البنزين الأخضر الذي يتم تهريبه إلى سوريا تحت إشراف رجال أعمال مقربين من نظام الأسد، بالتزامن مع اقتراب فصل الشتاء وارتفاع الطلب على مواد التدفئة ووقود المركبات.
وبحسب موقع العربي الجديد، فإن المحروقات المهربة من لبنان تباع في العاصمة السورية دمشق على البسطات الممتدة على الطرق الرئيسية، وفي الكراجات الداخلية مثل كراج السومرية والبرامكة، على مرأى الجهات الرقابية والجمركية.
ونقل الموقع عن “محمد خضور” العامل في قطاع تجارة المحروقات في دمشق قوله إن شبكات تابعة النظام تقف وراء تهريب البنزين من لبنان، الذي يتميز بلونه الأخضر ويطلق عليه البنزين اللبناني ويباع الليتر منه بسعر 8500 ليرة سورية، ويقوم البائعين بغش البنزين بيعه إلى المستهلكين، كأن يضيفوا مواد كيميائية لتغيير لونه، لإيهام المستهلكين بجودته العالية أو بيعه على أنه بنزين سوري.
ولفت خضور إلى أنّ مالكي محطات بيع الوقود دخلوا في هذه التجارة، وذلك بشراء الكميات المدعومة المخصصة للأسر التي تستبدلها بالمال لشراء ضروريات الحياة، خاصة أن فارق السعر يكون كبيراً جداً، فالمحطات تشتري ليتر البنزين بسعر 2000 ليرة من المواطنين من أصحاب السيارات، وتبيعه بنحو 7500 ليرة أو أكثر في السوق السوداء.
وأشار الموقع إلى أنّ سورية تحولت من بلد منتج لنحو 380 ألف برميل يساهم فيه النفط بنحو 24% من الناتج المحلي و25% من عائدات الموازنة العامة وأكثر من 40% من الصادرات الإجمالية، إلى بلد مستورد لأكثر من 150 ألف برميل يومياً لتغطية احتياجات السوق المحلية، بحسب “عبد القادر عبد الحميد” المختص في منتجات الطاقة النفطية.
وأضاف عبد الحميد أنّ تراجع الإنتاج النفطي في المناطق التي يسيطر عليها النظام إلى نحو 30 ألف برميل يومياً من آبار شرقي مدينة حمص وسط سورية، دفعه إلى استيراد نحو 20 ألف برميل يومياً من قوات سورية الديمقراطية “قسد” التي تسيطر على منابع الطاقة شمال شرقيّ سورية عبر وسيط، هو شركة “القاطرجي”، إذ تضاعفت الكميات التي تزود “قسد” النظام السوري بها بعد تجديد اتفاق التوريد في حزيران الماضي، مما يبقي النظام مجبراً على تأمين نحو 100 ألف برميل يومياً إضافية لإشباع السوق.
ونقل الموقع عن أحد أعضاء مجلس الشعب الذي رفض ذكر اسمه، أنّه لدى بعض اللجان في البرلمان معلومات وافية وأرقام عن نشاطات مافيا النفط، ولكن لا أحد يجرؤ على فتح الملف، لأن بشار الأسد شريك في تجارة النفط، مشيراً إلى أن كميات معتبرة من الواردات الإيرانية تذهب إلى السوق السوداء، وخاصة المازوت.
وانتشر البنزين اللبناني المهرب في الأسواق السورية بشكل غير مسبوق منذ مطلع شهر أيلول الفائت، علماً أنّ عمليات التهريب مستمرة منذ العام 2019 لكن بوتيرة أقل.