كشفت وسائل إعلام روسية حكومية، أن مجموعة من كبار الضباط في الجيش الروسي المشاركين في غزو أوكرانيا، قد سبق وشاركوا في حرب سوريا.
ورغم عدم الإفصاح عن أسماء كبار الضباط الذين تولوا قيادة العمليات العسكرية في أوكرانيا في أول مراحل الغزو، إلا أنها بدأت تتكشف تباعاً في الأسابيع الأخيرة.
وبرزت أسماء كل من جنرال الجيش “سيرغي سوروفيكين”، قائد مجموعة قوات “الجنوب”، والفريق أول “ألكسندر لابين”، قائد مجموعة “الوسط”، لأول مرة على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في حزيران الفائت، عندما تحدث في تقرير يومي عن نجاحات حققتها المجموعتان في معارك ليسيتشانسك في جمهورية لوغانسك، وفقاً لما نقلته قناة “روسيا اليوم”.
عقب زيارة تفقدية، قام وزير الدفاع “سيرغي شويغو”، بالكشف للمرة الأولى عن هوية أكبر قائد حرب في أوكرانيا، والذي يتولى قيادة مجموعة “الشرق” التي تقوم بعمليات قتالية على الجبهات في إقليم دونباس الأوكراني المعروف بالفريق “رستم مرادوف”.
وكان لافتاً أن “سوروفيكين”، و”لابين”، و”مرادوف” تجمعهم المشاركة في العملية العسكرية الروسية في سوريا، علماً أن “سوروفيكين” كان قائداً لمجموعة القوات الروسية في سوريا من آذار حتى تشرين الأول 2017 ، فيما شغل “لابين” وقتها منصب رئيس أركانها، قبل أن يتولى القيادة في الفترة بين تشرين الأول 2018 وكانون الثاني، أما “مرادوف” فكان مستشاراً عسكرياً في سوريا عام 2017 وأشرف على العمليات في دير الزور.
وأفادت مصادر إعلامية روسية أن “رستم عثمانوفيتش مرادوف” عيّن في سوريا في العام 2017 مستشاراً عسكرياً في منطقة دير الزور بسوريا، كما شغل منذ العام 2018 منصب نائب قائد لقوات المنطقة العسكرية الجنوبية بدرعا.
وفي 11 تشرين الثاني 2020، تمّت ترقيته لرتبة فريق، وعين قائداً لقوات حفظ السلام الروسية في ناغورنو كاراباخ، بعد اتفاق أنهى الحرب على المنطقة، إلا أنه استبدل باللواء “ميخائيل كوسوبوكوف” في أيلول 2021.
ويأتي الكشف عن “رستم مرادوف”، بعد أقل من شهر على عزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للجنرال “ألكسندر دفورنيكوف”، الذي أطلق عليه لقب “جزار سوريا”، والذي عينه في نيسان قائداً عسكرياً للحملة الروسية على أوكرانيا، والتي دلّت بحسب مراقبين إلى أن بوتين غير سعيد بكيفية تطور الحرب.
ويعتبر “دفورنيكوف”، الذي يبلغ 60 عاماً، أول قائد مسؤول عن العمليات العسكرية الروسية في سوريا، عندما أرسل بوتين الجيش الروسي في عام 2015 لدعم النظام السوري، بعد طلب رسمي من بشار الأسد آنذاك، وهو واحد من أكثر الضباط العسكريين خبرة في روسيا، ووفقاً لمسؤولين أميركيين، فهو جنرال له سجل من الوحشية ضد المدنيين في سوريا ومسارح الحرب الأخرى.