شنّت طائرات إسرائيلية، فجر اليوم الجمعة 10 حزيران، هجوماً جوياً استهدفت فيه مطار دمشق الدولي، بعد ثلاثة أيام على هجوم مماثل استهدف مصنعاً لتطوير الأسلحة الإيرانية في محيطه.
ماذا استهدفت إسرائيل في هجومها؟
قالت مصادر خاصة لـ “صوت العاصمة”، إن الطائرات الإسرائيلية شنّت غارتين جويتين، استهدفت في إحداهما المدرج الشمالي لمطار دمشق الدولي، وأخرى استهدفت فيها مستودعاً مؤقتاً لتخزين الأسلحة.
وأضافت المصادر أن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن إخراج المدرج الشمالي “الوحيد” في مطار دمشق عن العمل بشكل نهائي، بعد استهداف الجزء المتبقي منه في الخدمة.
وأشارت المصادر إلى أن الغارة الثانية استهدفت مستودعاً مؤقتاً في محيط المطار، ما أدى إلى تدميره بالكامل، موضحة أن النيران اشتعلت داخل المستودع واستمرت لأكثر من ساعتين.
تحويل الرحلات الجوية إلى مطار حلب:
أعلنت شركة “أجنحة الشام” الخاصة للطيران، عن تعليق كافة رحلاتها من وإلى مطار دمشق الدولي، لمدّة 24 ساعة، وذلك بعد ساعات قليلة على الهجوم الإسرائيلي.
وقالت الشركة في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن مواعيد رحلاتها خلال الـ 24 ساعة القادمة تأثّرت بسبب “الظروف الراهنة”، دون تحديد مواعيد جديدة للرحلات.
وأتبعت الشركة بيانها ببيان آخر أعلنت فيه تحويل جميع الرحلات الجوية من مطار دمشق، إلى مطار حلب الدولي، مضيفة: “سيتم تأمين كافة المسافرين من دمشق إلى مطار حلب وبالعكس “مجاناً”، تفادياً لأي ارباك لمواعيد الرحلات”، وفقاً لبيانها.
الاستهداف الرابع خلال شهرين:
تعرّضت ثلاث نقاط من المدرج الشمالي لمطار دمشق الدولي، لاستهداف من قبل الطائرات الإسرائيلية، وفقاً لصور جوية نشرتها شبكة ImageSat Intl الإسرائيلية، والمختصة بتحليل صور الأقمار الصناعية لأغراض عسكرية، التُقطت يوم الأول من حزيران الجاري، منها اثنان خلال نيسان، وآخر في أيار الفائت.
وبيّنت الصور الطول الكامل للمدرج، والذي قدّر بـ 3.7 كم قبل خروج 600 متر منه عن الخدمة نتيجة الاستهداف الإسرائيلي خلال الشهرين الماضيين، لتبقى المسافة الفعلية للمدرج 3.1 كم، ما يجعل عملية الالتفاف للطائرات الكبيرة “مستحيلة”، جراء تعرض الجزء الواصل بين مكان الهبوط والإقلاع إلى أضرار كبيرة.
وتحتاج الطائرات الضخمة التي تستخدمها ميليشيات إيران لنقل الأسلحة إلى أكثر من 2.6 كم لإتمام عملية الهبوط “السليمة”، فضلاً عن صعوبة الالتفاف للإقلاع من جديد، وفقاً لمعلومات وردت لموقع “صوت العاصمة”.
تعليق صيانة “المدرج الجنوبي” لأسباب مجهولة!
أوقف الحرس الثوري الإيراني، عملية ترميم المدرج الجنوبي في مطار دمشق لأسباب “مجهولة”، بعد أيام على استئناف عملية الترميم مطلع العام الجاري، بعد إنهاء التجهيزات لاستئناف عملية إعادة تأهيل المدرج الذي خرج عن الخدمة جراء استهدافه بعدّة غارات إسرائيلية سابقاً.
عملية الترميم للمدرج الجنوبي بدأت في أيلول 2021، وكان من المقرر أن يدخل قيد الخدمة قبل نهاية العام الفائت، وسط زيارات أجرتها مجموعة من المهندسين الإيرانيين التابعين لوزارتي “النقل والدفاع” إلى مطار دمشق للإشراف على عملية الترميم، إلا أن استهدافه بثلاثة صواريخ “أرض- أرض” أطلقتها إسرائيل منتصف كانون الأول الفائت، أخرجته عن الخدمة مجدداً.
وكان من المقرر أن تستغرق عملية ترميم مدرج الطيران الجديدة عدّة أسابيع للانتهاء منها، إلا أنها إيقافها الحالي سيؤخر إنهاء المشروع لموعد غير محدد.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير