قال موقع “صوت أمريكا” إنّ قبول سوريا في مبادرة الحزام والطريق يعتبر جزءاً من استراتيجية الصين لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنّ الاتفاق سيساعد رأس النظام السوري بشار على الأسد على فك عزلته الدبلوماسية.
ورأى الباحث السوري في معهد الشرق الأوسط، إبراهيم الأصيل أنّ “موقع سوريا يوفر نفوذاً كبيراً للصين، فعندما يكون لأي لاعب دولي نفوذ في سوريا أولاً، فيمكنه الحصول على بعض النفوذ على جيرانها، مثل تركيا والعراق وإسرائيل والأردن، وهي جميعها مهمة للصين”.
وأضاف الباحث ف تصريحات للموقع أن “هناك مصالح جغرافية اقتصادية أكثر من مجرد مصالح اقتصادية بحتة للصين لزيادة استثماراتها في سوريا”.
بدوره، قال الباحث في “مجلس العلاقات الخارجية”، ديفيد ساكس، إن “الصين تحاول إعادة بناء طريق الحرير القديم، وسوريا كانت جزءاً تاريخياً منه، وهذا الأمر أكدت عليه بكين في اتفاقيتها مع سوريا”.
وأشار الموقع إلى أنّ مشاركة سوريا في الاتفاقية ستساعد استراتيجية الصين في الشرق الأوسط، بمقابل تضاؤل النفوذ الأمريكي.
في المقابل، يرى الخبراء أنّ “أياً من أشكال الاستثمار الصيني في سوريا يمثّل مخاطرة بسبب الوضع المالي السيئ للبلاد”.
وعن ذلك، يقول إبراهيم الأصيل “لن تكون الصين قادرة على الحصول على أي عائد حقيقي من أي استثمارات داخل سوريا، فالاقتصاد ممزق والبلد مجزأ والفساد عميق داخل مؤسسات النظام، وهذا لن يتغير في أي وقت قريب مع الظروف الحالية”.
في حين ذكر ديفيد ساكس أن “سوريا لن تكون قادرة في أي وضع قريب على سداد قروض كبيرة للبنية التحتية في المستقبل”.
وأكّد الخبيران أنّ الصين سواء كانت تستثمر “بالدبلوماسية أو البنية التحتية فهي تخاطر في سوريا، لكنّ كل ذلك هو جزء من حساباتها الاستراتيجية الأكبر في المنطقة”.
“مذكرة لتسويق النظام”
ووقعت حكومة النظام، يوم 12 كانون الثاني مذكرة تفاهم مع الصين، ضمن مبادرة “الحزام والطريق”، التي وصفها الإعلام الرسمي بأنها تصب في إطار فتح آفاق واسعة للتعاون مع الصين وعدد من الدول الشريكة في المبادرة في إطار التبادل الاقتصادي والتكنولوجيا ورؤوس الأموال، وتنشيط حركة الأفراد إضافة للتبادل الثقافي.
لكنّ باحثون اقتصاديون قالوا حينها إنّ الاتفاق ليس إلا مبادئ أو تفاهم أولي سيصطدم بعقبات كثيرة كونه يرتبط بإيران وتركيا وروسيا قبل سوريا، كما أنّه لن يدعم النظام اقتصادياً، لكن يستطيع الاستفادة منه إعلامياً من خلال تبيان أن هناك قبولاً عالمياً لعودته وأن الصين تدعمه.
وأطلقت مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، عام 2013، وهي مبادرة تقوم على أنقاض طريق الحرير من أجل ربط الصين بالعالم، لتكون أكبر مشروع بنية تحتية في تاريخ البشرية، ومن المقرر الانتهاء من مشروع المبادرة في عام 2049.