ترك رجل طفلتيه الصغيرتين في مستشفى المواساة بالعاصمة دمشق، مع رسالةٍ يقول فيها إنّهما بحاجة إلى ماء وطعام، وأنّهما لم تتناولا شيئا منذ أيام، قبل أن يتم حل القضية وإعادة الطفلتين للأب، في صورةٍ تعكس الوضع المعيشي في سوريا.
وخرجت قصّة الطفلتين إلى الضوء بعد أن نشر الطبيب سعيد جاويش منشوراً على صفحته الشخصية في فيسبوك تحدّث فيه عن الحالة، لتنتشر بعدها على نطاق واسع في منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
وقال جاويش ليل الإثنين ـ الثلاثاء، إنّ الأب ترك طفلتيه وهرب تاركاً رسالة يشرح فيها فقره وحاجته.
وأضاف أنّ الأب كتب على خلفية الورقة أنّ “الطفلتين بحاجة إلى طعام وماء ولم تتناولا شيئا منذ فترة طويلة”، و”يرجو منهما أن تسامحانه”.
وتابع الطبيب العامل في المستشفى أن الحال على الواقع “كان مفجعاً ولا يمكن وصفه أبداً”، مرفقاً منشوره بصورة الطفلتين والرسالة.
وفي آخر منشور على صفحته، قال الطبيب أمس، إنّ آخر المعلومات بشأن الطفلتين تفيد بحلّ مشكلتهما.
وأشار إلى أنّه “تم إيجاد صيغة لتأمين الطفلتين وإعادتهما لوالدهما وتأمين عمل له”.
وتعيش مناطق سيطرة النظام السوري أزمة معيشية وخدمية تتمثّل بارتفاع الأسعار ومحدودية الدخل وقلة المواد الأساسية مثل الخبز والمحروقات.
وأجرى “مركز السياسات وبحوث العمليات OPC”، بحثاً ميدانياً، استهدف الحياة اليومية في 3 أحياء بالعاصمة دمشق، لجهة العمل والدخل والاستهلاك.
أمّا الدخل، فقد صرّح نصف المستجيبين والمستجيبات مستوى دخلهم بالمتوسّط، “فقد تبيَّـن بأنَّ جزءا كبيرا من هذه الفئة قد صرَّح بحجم إنفاقٍ أقل من خطِّ الفقر العالمي”.
وخلصت الدراسة من خلال 600 مقابلة، في أحياء “نهر عيشة (فقير)، الزاهرة (متوسطة الدخل)، وركن الدين (متوسطة إلى مرتفعة الدخل)”، إلى أنّ “مُعدَّل ساعات العمل الأسبوعية في مدينة دمشق من الأعلى في العالم”.
ومؤخّراً تذيّلت سوريا قائمة الدول في “جودة الحياة” بموجب تصنيف مجلة CEOWORLD 2021..