وصلت الدفعة الثالثة من عناصر تسويات ريف دمشق الذين نقلتهم روسيا للقتال إلى جانب قوات حفتر في ليبيا، وذلك بعد انتهاء مدة عقود القتال المبرمة قبل ثلاثة أشهر.
أحد المقاتلين العائدين من ليبيا قال لـ “صوت العاصمة” إن الدفعة الثالثة من المقاتلين الذين نُقلوا إلى ليبيا خلال حزيران الفائت، وصلت سوريا صباح الأول من تشرين الأول الجاري، بعد قضاء مدة ثلاثة أشهر في الأراضي الليبية.
الروس يتنصلون من وعودهم:
وأكّد العنصر أن الروس لم يفوا بعهودهم التي قدمتها قبل إبرام العقود القتالية، والتي تضمنت مسح سجلات العناصر من كافة الأفرع الأمنية، مشيراً إلى أن استخبارات النظام لم تُلغ برقيات الاعتقال الصادرة بحق المقاتلين سابقاً حتى اليوم.
وأضاف العنصر أن جميع العائدين يحملون بطاقات “أصدقاء روسية” صادرة عن مركز المصالحة الروسي، تمكنهم من التنقل بين الحواجز الأمنية دون تعرضهم للاعتقال، مبيّناً أن العناصر متخوفون من إلغاء هذه البطاقات خلال الفترة القادمة.
وبيّن العنصر أن عدد كبير من العناصر الذين نُقلوا للقتال في لبيبا قرروا تجديد عقودهم مع القوات الروسية دون العودة إلى سوريا، خوفاً من ملاحقتهم أمنياً بعد التواصل مع العائدين في الدفعتين السابقتين، وورودهم أنباء عن التنصل من الوعود المقدمة لهم.
المخالفون إلى معتقلات أمن الدولة:
لفت العنصر في حديثه لـ “صوت العاصمة” إلى أن القوات الروسية، أعادت اثنين من مقاتلي بلدات جنوب دمشق إلى سوريا، وزجت بهما في معتقلات المخابرات الجوية، على خلفية ارتكابهما مخالفة في ليبيا.
وبحسب العنصر فإن خلاف دار بين العنصرين في المعسكر الروسي في الأراضي الليبية، وتطور بينهما ليصل إلى الشجار بالأيدي، دون استخدام أي نوع من الأسلحة، مؤكداً أن القوات الروسية أمرت باعتقالهما وزجهما في معتقلات فرع أمن الدولة بدمشق، بتهمة مخالفة القوانين العسكرية.
كيف تلاعب الروس بالرواتب الشهرية؟
تضمّنت العقود القتالية المبرمة بين العناصر الراغبين بالقتال في ليبيا، والقوات الروسية، منح العنصر مبلغ 1000 دولار أمريكي شهرياً، على أن يتم تسليم المبالغ لذويهم في سوريا بشكل دوري، وفقاً للشرط المدرج في العقود، وآخرون اختاروا استلامها باليد في ليبيا.
وقال العنصر إن القوات الروسية منحت عائلات المقاتلين إيصالات استلام للمبالغ المتفق عليها، على أن يتم استلامها بالليرة السورية، ووفقاً للسعر المقرر في مصرف سوريا المركزي، البالغ 1200 ليرة سورية للدولار الأمريكي الواحد.
ووفق سعر الصرف في السوق السوداء فإن البدل الشهري للمقاتل في إلى جانب القوات الروسية لم يتجاوز الـ 450 دولاراً أمريكياً شهرياً، بعد تسليمه بالعملة السورية.
وأشار العنصر إلى أن بعض المقاتلين اختاروا تقاضي رواتبهم بشكل شخصي في ليبيا، مؤكداً أن عمليات السرقة انتشرت بشكل كبير في المعسكر الروسي، وأن معظم هؤلاء المقاتلين سُرقت أموالهم بشكل كامل.
وبحسب العنصر فإن العناصر الروس الموكلة إليهم مهمة حراسة المعسكر، ينفّذون عمليات تفتيش لأمتعة المقاتلين السوريين بشكل متكرر، بحجة البحث عن الهواتف، لافتاً إلى أن المقاتلين رجّحوا فقدان أموالهم خلال هذه العمليات.
وقدمت القوات الروسية في وقت سابق، عرضاً لذوي المعتقلين من أبناء المنطقة، ضمنت فيه إطلاق سراح المعتقلين في سجني عدرا المركزي وصيدنايا العسكري، وشطب الملفات الأمنية وبرقيات الاعتقال الصادرة بحق أبناء بلدات جنوب دمشق المطلوبين للأفرع الأمنية، مقابل القتال في ليبيا إلى جانب قوات “خليفة حفتر”.
الدفعة الأولى من مقاتلي ريف دمشق في ليبيا،عادت في الخامس عشر من آب الفائت، بعد انتهاء مدة عقود القتال المبرمة قبل ثلاثة أشهر، والبالغ عدد عناصرها 300 عنصراً، معظمهم من أبناء مدن وبلدات ريف دمشق الغربي، والغوطة الشرقية، وآخرين من أبناء جنوب دمشق.
المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير