بحث
بحث

بتقدير ممتاز.. “لاجئة” سورية تحصل على المرتبة الأولى في كلية الصحافة بالأردن

حصلت اللاجئة السورية “أنوار العرفي” على المرتبة الأولى، مع تقدير ممتاز، في قسم الصحافة بجامعة اليرموك الأردنية، بمعدل 96%، وفق ما ذكر موقع “زمان الوصل”.

“انوار” صاحبة الـ 23 عاماً، والتي تنحدر من حي بابا عمرو في حمص، اضطرت للخروج من الحي واللجوء إلى الأردن، مع اخوتها السبعة، بعد أن بدأت أوضاع الحي تسوء، في ظروف القصف والحصار. وقالت في لقاء مع “زمان الوصل” إنها أمضت أسبوعاً كاملاً على الحدود السورية الأردنية، تحت الأمطار، حتى تمكنت من دخول مخيم “الزعتري” الذي بقيت فيه مع أشقائها فترة قبل الخروج منه، وتسكن في مدينة المفرق.

وأضاف المصدر ” تعيل أنوار أشقائها السبع بمفردها نظراً لوفاة والدتها، واضطرار والدها للنزوح إلى منطقة إعزاز بريف حلب”. وآلت على نفسها -على حد قولها- تعويضهم عن غياب الأب والأم، وتعليمهم، ورعايتهم مع أختها الأكبر منها، حيث تقومان بإعطاء دروس خصوصية بسبب سوء وضعهما المادي.

وروت “أنوار” أنها واجهت الكثير من الصعوبات في الجامعة، أولها اختلاف المناهج اختلافاً كلياً عن المناهج السورية، غير أنها تمكنت من تجاوزها بالدراسة والجهد والبحث العميق، ومن الصعوبات التي واجهتها صعوبة الموائمة بين الدراسة والعمل، وأخوتها، ووضع المنزل بشكل عام، مضيفةً أنها تحمّلت ظروفاً عائلية لا يتحملها أحد، فأختها الصغيرة تعاني من أمراض في القلب وبحاجة إلى 4 عمليات، وبحثت كثيراً عمن يتكفلها من منظمات وهيئات دون جدوى، ولديها أخ في الثامنة عشر من عمره مصاب بـ “الصرع”، ينام على الأرض معظم الأوقات، ولا يستطيع الوقوف، ورغم كل ذلك حصلت على شهادة البكالوريوس في الإعلام بمعدل لم يحصل عليه أي طالب من قبلها، ومع ذلك لم يتم ابتعاثها لإكمال دراسة الماجستير والدكتوراه بحجة أنها “لاجئة”.

وحول اختيارها لدراسة الصحافة أشارت “أنوار” إلى أنه كان لديها شغف واهتمام بهذا المجال، منذ سن مبكر، بهدف أن تكون صحفية ناقلة لأحداث ومعاناة أبناء وطنها. وبدأ هذا الدافع بالنمو بعد بزوغ الثورة السورية، وظروف الحرب والحصار، ومما شجعها على التفكير بدراسة الصحافة، هو عدم وجود صحفيين كثر، وخاصة في حي “بابا عمرو”، في ذروة الحاجة لنقل الصورة الحقيقية عن هذا الحي المحاصر منذ بداية الأحداث.

ودأبت الشابة، خلال فترة دراستها، على كتابة تقارير وأخبار وألوان صحفية أخرى عن أوضاع السوريين في الأردن، وصممت مدونة خاصة احتوت مواد خاصة بهم، واختارت أن يكون مشروع تخرجها تصميماً لموقع وإعداد 35 مادة صحفية، من بينها تحقيق عن اللجوء السوري، ونال هذا المشروع إعجاب دكاترة القسم ليتم منحها المرتبة الأولى بعلامة قدرها 89%.