قال موقع “واللا” الإسرائيلي يوم أمس، السبت 2 آذار/ مارس، إن إسرائيل رفضت الالتزام بالمطالب الروسية باستثناء مطار دمشق الدولي من الغارات التي تنفذها في سوريا.
وقال الموقع إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكبار مساعديه حاولوا إقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم التعرض لمطار دمشق الدولي بسبب أهميته الكبيرة. وقال إن الروس يخشون أن تسهم الغارات الإسرائيلية في المسّ بالدور الذي سيقوم به مطار دمشق في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار مستقبلاً.
وأضاف أن بوتين حاول خلال اللقاء الأخير مع نتنياهو إعادة صياغة قواعد التنسيق بين الجانبين تضمن عدم تنفيذ غارات جوية تستهدف المطار ومحيطه. وتابع أنه في حال حصلت إسرائيل على معلومات استخبارية دقيقة تفيد بأن شحنات سلاح نوعي وصلت من إيران إلى مطار دمشق الدولي، فإنها لن تتردد في قصف المكان.
وبحسب الموقع، حاول بوتين استغلال حادثة إسقاط الطائرة الروسية، لكي يحاول إلزام إسرائيل بإعادة صياغة قواعد التنسيق، وهذا ما لم يتحقق.
ونقل الموقع عن جنرال إسرائيلي شارك في اللقاء بين بوتين ونتنياهو قوله إن الوفد الإسرائيلي عاد إلى إسرائيل، وقد حصل على ضوء أخضر روسي بأن تقوم إسرائيل بكل ما يضمن مصالحها الأمنية والاستراتيجية.
وقال الموقع إن روسيا نقلت لإسرائيل رسالة مفادها أنها ستعمل على إخراج القوات الإيرانية و”حزب الله” من سوريا بعد إنجاز الانسحاب الأميركي.
وفي السياق، قالت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية أن نتنياهو حصل خلال لقائه بوتين على 3 ضمانات تتعلّق بسوريا، هي: عدم نقل منظومة صواريخ “إس-300” إلى قوات النظام السوري، وإنشاء طاقم سياسي روسي إسرائيلي لإخراج القوات الأجنبيّة “التي دخلت إلى سوريا قبل الحرب الأهليّة”، بالإضافة إلى استمرار حريّة العمل الإسرائيليّة في سوريا.
وبحسب الصحيفة، يعني البند الأول في التفاهمات أنّ منظومة “إس-300” المثبّتة في الشمال السوري، لن تخضع لسيطرة النظام السوري، ولن يكون قادراً على استخدامها بمفرده.
وقال المحلل العسكري ل”معاريف” طال ليف رام إنه “من وجهة النظر الإسرائيليّة، فإن البند المتعلّق بإخراج القوات الأجنبية من سوريا هدفه إخراج القوات الإيرانيّة، إلا أن البند أكثر تحفظاً وغموضاً، من وجهة النظر الروسيّة”.
وقلّل ليف رام من أهميّة التفاهمات التي أبرمت في موسكو، قائلاً إن “الروس يعملون أمام اللاعبين المركزيين في المنطقة انطلاقاً من زاوية نظر ضيّقة تتعلق بالمصالح الروسية، ولذلك، يجب النظر إلى التفاهمات مع موسكو على أنها محدودة الضمان”، لافتًا إلى أنّ التقديرات الحاليّة في الجيش الإسرائيلي هي أن الروس لن يمارسوا ضغوطًا لإخراج القوات الإيرانيّة من سوريا، “وسيستمرون في لعب دور مزدوج ومركّب لتحقيق مصالحهم”.
وتأتي التصريحات الإسرائيلية بعد أكثر من شهر على طلب روسي رسمي لوقف القصف عن مطار دمشق الدولي، بعد سلسلة من الهجمات نفذها سلاح الجو الإسرائيلي على قواعد إيران في المطار ومُحيطه.
ووفقاً لمصادر اسرائيلية فإن القوات الإيرانية بدأت قبل أسبوعين بشكل جدّي بنقل كافة مراكزها في مُحيط مطار دمشق الدولي إلى قواعد أخرى في ريف حمص وتحديداً في مطار الـ T4 العسكري.