بحث
بحث

تصفية “ساموراي الصحراء”: “مساندة إرهاب”؟



نعت وسائل إعلام موالية للنظام قائد مجموعات “عرين الأسد” في مليشيا “قوات الدعم والدفاع الشعبي/قادش”  محمد سلهب الملقب بـ”أبو علي”، المعروف بقربه من القائد العام لـ”الحرس الجمهوري” اللواء طلال مخلوف.

واكتفت وسائل إعلام النظام، بما فيها الذراع الإعلامي لمليشيا “قادش” بذكر نبأ مقتل “أبو علي” من دون تحديد موقع الحادثة أو المعركة، فيما قالت وسائل إعلام مُعارضة إن القتيل قضى في معارك مع تنظيم “الدولة الإسلامية” في البادية السورية. وسلهب علوي من القرداحة في ريف اللاذقية، ولم تكن له خلفية عسكرية من قبل.

مصادر خاصة أكدت لـ”المدن” أن سلهب قضى في كمين للمخابرات في منطقة حاميش بمساكن برزة، تمام الساعة الثامنة والنصف من مساء الجمعة 31 آب/أغسطس، جرى خلاله إطلاق النار لأكثر من دقيقتين قبل وصول سيارات الإسعاف ونقل عدد من الجثث وفرض طوق أمني على المنطقة. بعض وسائل النظام الإعلامية قالت إن القوى الأمنية استهدفت منزلاً يتحصن به “إرهابيون” وبحوزتهم كميات من الذخائر والأسلحة.

وأكدت مصادر “المدن” أن سلهب كان قد رفض برقيات استدعاء لصالح “المُخابرات العامة/أمن الدولة”، للتحقيق في ما قالت إنه “تورطه بقضايا فساد، وتعامله مع الفصائل المُسلحة وتنظيم داعش”. “أبو علي” تحصن في منزلين، برفقة مجموعة من مقاتليه، منذ أكثر من عشرة أيام، ورفض إطاعة كافة الأوامر العسكرية “حتى يتم إلغاء برقية الاستدعاء”.

وتشكلت مليشيا “قادش” في العام 2013 تحت قيادة “الحرس الجمهوري”، واستقطبت شباناً أرادوا الفرار من الخدمة الإلزامية، والحصول على امتيازات إضافية، وشاركت في عشرات المعارك بريف دمشق، برفقة مجموعات “الحرس الجمهوري”.

ووفقاً لمصدر “المدن”، فإن الكمين نفذته قوة تابعة لـ”أمن الدولة” وأخرى لـ”الأمن العسكري/الفرع 215″، بشكل سرّي، بعد انتقاء دقيق لعناصرهما. وتم إطلاق النار مُباشرة على “أبو علي” في سيارته، وحدث تبادل إطلاق نار مع عناصره لدقائق، قبل تطويق المكان واعتقال البقية والانسحاب سريعاً.

التُهم التي وُجهت لسلهب المُلقّب بـ”ساموراي الصحراء”، تتعلق بـ”تعامل مُباشر” مع فصائل المُعارضة المُسلحة و”تسهيل عملية تهريب الأسلحة” من الحدود الشمالية والجنوبية لسوريا باتجاه الغوطة الشرقية والقلمون، خلال فترة سيطرة الفصائل، فضلاً عن “عمليات بيع ذخيرة” لتنظيم “داعش”، و”تحصيل ملايين الليرات من عمليات بيع البطاقات الأمنية والعسكرية لمدنيين لاستخدامها في تسهيل أمورهم على الحواجز العسكرية”.

ويُعتبر سلهب من الشخصيات التي نالت إعجاب الروس الذين قلدوه “وسام الصداقة القتالية”، وهو من أرفع الأوسمة في الجيش الروسي، وذلك بعد أدائه مهاماً قتالية كبيرة في بادية القلمون عام 2017. إلا أن عدداً كبيراً من الشخصيات التي كانت محسوبة على الروس، قد تم تحويلها مؤخراً للتحقيق على خلفية “تورطها في قضايا تخص مساندة الإرهاب”.

مصادر “المدن” في “إدارة المخابرات العامة”، قالت إن الفترة المُقبلة ستشهد حملة تستهدف ضباطاً كانوا مسؤولين عن حصار الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي، ممن “اكتُشِفَ تورطهم” بعد “تسوية أوضاع” كثير من قادة فصائل المعارضة وعناصرهم في تلك المناطق، واخضاعهم لـ”عمليات تحقيق مطوّلة حول السنوات التي مرت وتفاصيل دعم الفصائل العسكرية وطُرق إدخال الذخائر والأسلحة”.
المصدر: جريدة المدن الالكترونية. 

اترك تعليقاً