قال السفير الروسي في بغداد، ألبروس كوتراشيف، إن روسيا لن تسلّم الرئيس المخلوع بشار الأسد، مؤكداً أن وجوده على أراضيها هو “لجوء إنساني لا سياسي”، وذلك في أول تصريح رسمي روسي يوضح طبيعة إقامة الأسد في موسكو بعد التغييرات في دمشق.
وأوضح كوتراشيف، في مقابلة مع وكالة “شفق نيوز” العراقية، أن هذا الترتيب تم الاتفاق عليه مسبقاً مع الحكومة السورية الجديدة برئاسة الشرع، مشيراً إلى أن روسيا قدمت تفسيرات لدمشق بأن تسليم الأسد “ليس في مصلحتهم”، وأن الجانب السوري تفهّم الموقف.
وأضاف أن تطوير العلاقات مع الحكومة الجديدة منفصل تماماً عن ملف الأسد، مؤكداً أن موسكو تعمل مع دمشق على “ملفات عملية تصب في مصلحة البلدين”، وأن استقبال الرئيس الشرع في الكرملين يأتي في إطار إعادة تنظيم العلاقات الثنائية بعد المرحلة السياسية الجديدة في سوريا.
وفي وقت سابق، قال نائب مدير إدارة روسيا وشرق أوروبا في وزارة الخارجية، أشهد صليبي، إن الحكومة تعمل على بلورة سياسة خارجية متوازنة تعيد التعاون مع روسيا والدول الصديقة.
وأوضح صليبي أن جميع الاتفاقيات السابقة مع موسكو ستُعاد صياغتها بما يضمن المصلحة العليا للشعب السوري، مشيراً إلى أن الشرع طالب القيادة الروسية بتسليم بشار الأسد، وأن الجانب الروسي أبدى تفهماً لضرورة تحقيق العدالة الانتقالية كمدخل للاستقرار الشامل.
وقال الرئيس الشرع خلال لقاءه مع بوتين، إن في سوريا الجديدة تعيد بناء علاقاتها مع جميع الدول، وعلاقاتها مع روسيا تقوم على المصالح المشتركة واحترام الاتفاقيات معها، كما طرح فكرة إعادة نشر الشرطة الروسية لمنع أي خروقات جديدة من الجيش الإسرائيلي.
وفي 15 تشرين الأول الجاري، زار الرئيس الشرع العاصمة الروسية موسكو واستقبله الرئيس فلاديمير بوتين، حيث أجريا مباحثات ناقشت ملفات عدة، في زيارة هي الأولى من نوعها للشرع في موسكو، حيث يقيم الرئيس المخلوع بشار الأسد بعد فراره.
