أعلنت لجنة مرصد التراث المعماري والعمراني في البلدان العربية، التابعة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو”، عن إدراج الجامع الأموي في دمشق ضمن سجل التراث المعماري والعمراني العربي، وذلك خلال دورتها العاشرة التي انعقدت في العاصمة اللبنانية بيروت بين 28 و30 تموز الجاري
ويُعد هذا الإدراج إنجازاً ثقافياً جديداً يعكس أهمية الجامع الأموي ومكانته في التاريخين العربي والإسلامي، كما يمثل أول موقع سوري إسلامي يدخل هذا السجل، ضمن دفعة أولى شملت 19 موقعاً من مختلف الدول العربية.
وبحسب وكالة “سانا” فقد جاء ترشيح الجامع الأموي بعد جهود قدمتها المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا، التي أعدت ملفاً متكاملاً يتضمن معلومات تاريخية ومعمارية دقيقة عن الموقع.
ويعود بناء الجامع إلى العام 705 ميلادي، بأمر من الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، فوق موقع أثري تعاقبت عليه عدة حضارات، بدءاً من معبد آرامي ثم روماني، وصولاً إلى كاتدرائية مسيحية قبل تحويله إلى مسجد.
ويتميّز الجامع الأموي بتصميمه المعماري القائم على ثلاثية الحرم والصحن والرواق، والتي تعكس استجابة ذكية للبيئة المناخية المحلية، إضافة إلى عناصره المعمارية الفريدة مثل قبة النسر ومئذنة العروس، وزخارفه الغنية بالفُسيفساء الزجاجية، فضلاً عن احتوائه على ضريح النبي يحيى.
وفي تصريح لوكالة “سانا”، اعتبر مدير عام الآثار والمتاحف أنس حج زيدان، أن إدراج الجامع الأموي يمثل “خطوة أولى في مسار أوسع لتسجيل مزيد من المواقع السورية على لوائح التراث الإقليمي والعالمي”.
وأضاف زيدان أن المديرية تعمل حالياً على ملفات تتعلق بمواقع أثرية سورية أخرى، بغرض ترشيحها على ثلاث لوائح هي: لائحة التراث العربي، ولائحة التراث الإسلامي، ولائحة التراث العالمي، مؤكداً أن الهدف هو تعزيز الحضور الثقافي السوري بعد سنوات من الغياب.
وأشار إلى أن سوريا، رغم امتلاكها إرثاً إسلامياً كبيراً، لا تضم حتى الآن أي موقع إسلامي على لائحة التراث العالمي، ما يجعل من إدراج الجامع الأموي فرصة لتعزيز مكانة هذا المعلم كموقع تراثي متكامل على المستوى الدولي.
ولفت زيدان إلى أن المواقع السورية الستة المدرجة سابقاً على لائحة التراث العالمي نُقلت إلى “اللائحة الحمراء” بسبب تداعيات الأزمة السورية، إلا أن العمل جارٍ بالتعاون مع منظمة اليونسكو لإعادة هذه المواقع إلى وضعها الأصلي.