قالت وسائل إعلام أمريكية، إنّ وزارة الخزانة ستُصدر على الأرجح تراخيص عامة لسوريا، تُغطي نطاقاً واسعاً من الاقتصاد، وهو أمر بالغ الأهمية، وذلك لإعادة الإعمار في الأسابيع المقبلة.
ونقلت شبكة CNN عن مسؤولين أمريكيين، لم تسمّهم، أنّ إدارة ترامب تجري حالياً مراجعة فنية “معقدة” للعقوبات، ومن المتوقع أن تستغرق أسابيع.
وأوضحت الشبكة أنّه لم يؤيد جميع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة لتوجه ترامب حول رفع العقوبات.
وعارض كل من رئيس مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، سيباستيان غوركا، ومن شغل منصب مبعوث ترامب إلى سوريا خلال إدارته الأولى، جويل رايبورن، اتخاذ خطوات رفع العقوبات واحتمال العمل مع الرئيس الشرع.
وقال مسؤول سابق في إدارة ترامب، “أعتقد أنّ هناك رغبة في إفساح المجال للحكومة الجديدة، لكنني أعتقد أنّ غوركا وفريقه كانوا مترددين في التطبيع مع الشرع”.
وأضاف أنّ شعور غوركا كان أنّه “من كان جهادياً، سيبقى جهادياً إلى الأبد”، وتجلى هذا الشعور، عندما قال غوركا في مقابلة مع مجلة “بوليتيكو”، “الحقيقة تبقى. نادراً ما يلجأ الجهاديون إلى الاعتدال بعد انتصارهم”.
ووصف لقاء الرئيس الأمريكي ورسالته مع الشرع بأنّه “عبقرية مطلقة”، مشدّداً على ضرورة إشراك الأقليات في الحكومة ومحاربة تنظيم “داعــ..ش”” التي تتوقعها واشنطن من الشرع.
وأشارت الشبكة إلى أنّ وزارة الخارجية الأمريكية أرادت السير قدماً لا الركض نحو النتيجة المتمثلة في العمل مع الرئيس الشرع.
وأثار إعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا، جدلاً واسعاً في أوساط الحكومة الأمريكية المعنية بتطبيق القرار، حسبما ذكر ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر.
وأجرى مسؤولون في إدارة ترامب، في وقتٍ سابق، اتصالات هادئة لأشهر، لتمهيد الطريق لتخفيف العقوبات واحتمال عقد لقاء رفيع المستوى مع الشرع، إلا أنّ إعلان رفع العقوبات سريعاً فاجأ بعض المسؤولين، وفقاً للمصادر.
وذكر مصدر مطلع على المناقشات للشبكة، لم يكن هذا قراراً ارتجالياً من الرئيس، فقد نوقش هذا الاحتمال لأشهر، لكن ترامب تجاوز بكثير ما كان يحدث على مستوى العمل.
من جانبه، أكّد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أنّ حكومة الشرع أشارت إلى التزامها بالمبادئ التي حدّدها المجتمع الدولي، وهي: حكومة شاملة، والسلام مع جيرانها، بما في ذلك إسرائيل، وطرد من وصفهم بـ “الإرهابيين”.
ولفت إلى أنّ سوريا ستبذل جهوداً لتطهير البلاد من الأسلحة الكيماوية بمساعدة الولايات المتحدة، لكّنه حذّر من أنّ السعي نحو تطبيع العلاقات مع حكومة الشرع، لن يحدث بين عشية وضحاها.
وأعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الثلاثاء 13 أيار الجاري، في منتدى “الاستثمار السعودي – الأمريكي” بالرياض، عن اتخاذ قرار برفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا في عهد النظام المخلوع، قبل أنّ يلتقي بالرئيس الشرع، بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.