تعاني محافظة القنيطرة من عدة أزمات أبرزها نقص المياه وانقطاع الكهرباء، مع استمرار التوغلات الإسرائيلية والتضيق الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي ضد أبناء المنطقة.
وباتت المحافظة تعاني من أزمة مياه حادة، خصوصاً بعد السيطرة الإسرائيلية على أهم السدود في المنطقة، وانخفاض منسوب المياه بسبب قلة الأمطار إلى انخفاض كميات التخزين في السدود إلى 26% فقط؛ مما أثر على الزراعة في المحافظة.
ويقول المواطن والمزارع سعيد المحمد من القنيطرة لـ“العربي الجديد”: “لم أزرع هذا العام بسبب تدني مستوى المياه في سد كودنة، الذي كان يروي أرضي، كما أن سيطرة قوات الاحتلال على المصادر المائية بعد سقوط النظام يزيد الأمر تعقيداً، نحن بحاجة ماسة للمياه، ومزروعاتنا عطشى، وليس هنالك أي تحرك جدي من حكومة دمشق لإنقاذنا”.
أما بالنسبة للكهرباء والاتصالات فلا تتجاوز ساعات التغذية الكهربائية في القنيطرة 4 ساعات يومياً، ما يزيد الأمور تعقيداً في الكثير من الحالات، من حيث تعطل المهن وتفاقم وضع الخدمات المائية، إضافة إلى استغلال الاحتلال غياب التغذية الكهربائية لتنفيذ توغلاته ليلاً.
وينقل موقع “العربي الجديد” عن المهندس محمد العلي قوله: “انعدام الكهرباء يعيق تشغيل مضخات الآبار، ويمنع الحركة السوقية في المحافظة، فغالبية المهن بحاجة إلى الكهرباء”.
من جهته يؤكد مختار خان أرنبة، إبراهيم الجريدة، أن وضع الكهرباء سيئ للغاية وهو الأكثر إسهاماً بتسهيل تقدم التوغلات الإسرائيلية والتي تتسلل في الظلام في القرى والبلدات حيث لا يجرؤ السكان التحرك في مثل هذه الظروف.
ويلفت الجريدة في حديثه لـ”العربي الجديد” إلى أن مخاتير ووجهاء المحافظة لطالما قدموا مناشدات للحكومة في دمشق وللجهات الأممية بتحسين أوضاع الخدمات في المحافظة لكن بدون جدوى تذكر.
وأما شبكة الاتصالات في القنيطرة فتغطي بعض المناطق والبلدات الكبيرة، لكنها ضعيفة في القرى الحدودية، بينما تعتمد بعض القرى على أبراج اتصالات لبنانية أو إسرائيلية، مما يزيد من مخاطر الاختراق الأمني.
ويقول المواطن محمد بكر، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إن الاتصالات سيئة للغاية وهنالك تخوفات من انعدامها في الزمن القريب، لافتاً إلى أن بعض السكان استطاعوا عبر أقارب وأصدقاء لهم داخل الأراضي المحتلة ولبنان والأردن تأمين شرائح لاستخدام شبكات اتصالات قوية.
وشنّت إسرائيل عملية عسكرية واسعة بعد سقوط نظام الأسد تحت اسم “سهم باشان”، توغّلت خلالها في الأراضي السورية، وسيطرت على مناطق استراتيجية في القنيطرة ودرعا.
واستولت إسرائيل على 12 نقطة عسكرية في القنيطرة، منها تلول حمراء ومرتفع شارة الحرمون.
وأحكمت سيطرتها على 7 سدود رئيسية، هي سد المنطرة (الأكبر جنوب سورية)، وسد الشيخ حسين وسد سحم وسد الوحدة وسد كودنا وسد رويحينة وسد بريقة، كما سيطرت على منابع الأنهار مثل نهر اليرموك، مهددة الأمن المائي لسورية والأردن.
المصدر: العربي الجديد – بتصرف