قالت صحيفة لوموند الفرنسية إنّ القادة العرب ما زالوا ينتقدون بشار الأسد بشأن عدم تعامله مع القضايا الحاسمة بالنسبة لهم كعودة اللاجئين ومكافحة تهريب المخدرات وجعل حد للتوسع الإيراني في سوريا.
وبحسب تقرير للصحيفة، فإنّ الأسد بدا كما لو كان أحد المدعوين العاديين للقمة العربية في البحرين، بل ظهر في بعض الصور المعروضة في شوارع المنامة وهو يبتسم كما في صورة لقائه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وأشار التقرير إلى أنّ التطبيع العربي مع النظام السوري لا يزال يواجه منتقدين، ويُثير الإحباط والانزعاج حتى بين مؤيديه على خلفية ما يمارسه من وصفه بـ “الدكتاتور السوري منذ 12 عاماً من قمع ضد شعبه”.
التقرير رأى أنّ عدم حديث الأسد أمام القمة ربما كان الهدف منه هو عدم الإضرار بصورة الوحدة العربية حول فلسطين، مذكرةً بمغادرة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني قاعة الاجتماع في 2023 عندما بدأ الأسد حديثه.
واعتبر التقرير أنّ إدانة ملك الأردن عبد الله الثاني لتهريب الأسلحة والمخدرات هو انتقاد ضمني للأسد.
ووفقاً للتقرير، فإنّ الأولويات الإقليمية تغيّرت مع الحرب في غزة، لافتةً إلى أنّ الدول العربية جدّدت دعوتها لإنهاء الأزمة السورية عبر حل سياسي. وحثت على تنفيذ إعلان عمّان الذي يدعو إلى عودة اللاجئين السوريين ومكافحة تهريب المخدرات ووضع حد للتوسع الإيراني في سوريا.
وفيما يتعلّق بالكبتاغون، قالت الصحيفة إنّ “النظام السوري ينتجه بكميات صناعية ويتم تهريبه إلى الخليج وأوروبا، وهو يدر مليارات اليورو على خزائن عائلة الأسد، التي أفرغتها الحرب والعقوبات الدولية”.
أما إيران، فإن السياسة البراغماتية للأسد تجعله يحجم عن أي شيء يمكن أن يؤثر سلباً على علاقاته بطهران، أو على النفوذ الذي يمارسها حزب الله على أراضي سوريا.
واختتمت الصحيفة تقريرها بأنّ المزايا الاقتصادية لسوريا من التطبيع مع الدول العربية لا تزال هزيلة، إذ لم تستقر في البلاد سوى 14 شركة خليجية فقط في عام 2023، كما ألغي مشروع محطة طاقة كهروضوئية كان قد تم توقيعه في نهاية عام 2021 مع الإمارات.