بحث
بحث
مستشفى في سوريا - انترنت

تقرير: هجرة الأطباء معياراً لتدهور المنظومة الصحية في سوريا

قالت جريدة محلية إنّ المواطن في سوريا يُعاني من تدني مستوى الخدمات الصحية المقدّمة له وارتفاع تكاليفها، وبعد 13 عاماً على الحرب نقف أمام تدهور حقيقي يُهدّد أمن المواطن الصحي.

وبحسب تقرير لجريدة قاسيون المحلية، فإنّ موضوع هجرة الأطباء لم يكن نقاش سياسي ولا اجتماعي إلا في السنوات الأخيرة وبشكل نسبي ومحدود وغير رسمي، نظراً لتفاقم هذه الظاهرة وتداعياتها التي بات السوريين يلمسونها ويعيشونها بصورة مأساوية.

وجاء في نص التقرير أنّ “هجرة الأطباء هو حديث عن فقدان سوريا لاستراتيجيات الحفاظ على الأُطر والكفاءات الطبية المؤهلة، وهو حديث عن هشاشة البنية الاستشفائية والصحية من جهة وعن تعرية السياسات الحكومية المذلة من جهة ثانية، وهو حديث عن ملايين المواطنين العاجزين أمام أوجاعهم وعن الكثير من الحقوق الغائبة”.

ووفقاً للتقرير، فإنّ رئيس فرع نقابة الأطباء في درعا أكرم الخيرات صرّح في وقتٍ سابق أنّ عدد الأطباء المسجلين في فرع النقابة 900 طبيب، 300 منهم خارج البلاد والنقابة على تواصل معهم، مضيفاً: “هناك أطباء هم خارج البلاد ولكن لا نعلم عنهم شيئاً ولسنا على تواصل معهم، ومن هذا المنطلق فإن العدد من الممكن أن يكون أكبر من ذلك بكثير”.

فيما أوضح نقيب أطباء حماة عبد الرزاق السبع خلال المؤتمر السنوي لأطباء حماة الذي عقد في شباط الفائت، أنّ هجرة الأطباء كانت وما زالت أحد هواجس هذا القطاع الذي يعاني من النزف المستمر.

 ودعا إلى تشكيل لجنة عليا لدراسة أسباب هجرة الأطباء وخاصة من جيل الشباب، لتلافيها والحد من هذه الظاهرة المؤلمة.

وأشار التقرير إلى أنّ صحيفة الوطن الموالية نشرت في أيار الماضي تقريراً قالت فيه إنّ الكادر الطبي خسر 30% من أطباء التخدير، جزء من هذه النسبة بسبب السفر، و70% من الأطباء في أعمار قريبة للتقاعد.

وخرج قبل ذلك بعام واحد المدير الإداري ومسؤول التواصل في مشفى الجيزة بدرعا ماهر الزعبي ليقول إنّ مجمل عدد الأطباء الذين هاجروا حوالي 25 ألف طبيب منذ بداية الأزمة في 2011 حتى 2022.

ورغم أنّ الأرقام مرعبة إلا أنّ المشكلة على ما يبدو ليست كمّية فحسب بل ونوعية أيضاً، إذ أدّت هجرة الأطباء إلى فقدان اختصاصات كاملة كاختصاص التخدير الذي بات يعاني من استنزافٍ سريع غير قابل للتعويض، إذ بلغ عدد أطباء التخدير 500 طبيب في كل سوريا، واختصاص الطب الشرعي وزراعة الكلى كذلك.

حتى طب الأسنان لم يسلم من هذا الوباء المتسارع – حسب التقرير – حيث ذكر نقيب أطباء الأسنان زكريا الباشا الشهر الفائت أنّ نسبة أطباء الأسنان المختصين لا تتجاوز 10% من إجمالي الأطباء في البلاد، مؤكّداً أنّ نسبة كبيرة من الأطباء يهاجرون للحصول على اختصاص من خارج سوريا.

وبناءً على الإحصائيات المنشورة على موقع وزارة التعليم العالي من العام الدراسي 2001 – 2002 حتى العام 2015 – 2016 فإنّ نسبة نمو طلاب الجامعات تعادل 7% سنوياً، وقد تبين من الأرقام تراجع في نسبة المقبولين في كليات الطب البشري وطب الأسنان بالمقارنة مع تعداد الطلاب العام المتناقص هو الآخر.

وفي حال القيام بتطبيق هذه النسبة على العام الدراسي الحالي 2024 – 2025 نكون أمام 804,700 ألف طالب جامعي، منهم 8,470 طالباً مستجداً في الطب البشري فقط، و10,090 طالباً مستجداً في طب الأسنان، ومع مرور السنوات ستستمر نسبة طلاب الكليات الطبية إلى طلاب الكليات الأخرى بالتناقص.

واختتمت الجريدة تقريرها بالقول: “على مدار أعوام عملت الحكومة على انتهاج سياسات مفقرة أنهكت الشعب السوري ككل، كما أنهكت الطبيب الذي وجد نفسه محاصراً في واقع قاتم سُدت آفاقه، سنوات اختصاص طويلة ورواتب زهيدة لا تكفي تكلفة مواصلات، لتحاصره من الجهة الأخرى أحلامه الموءودة بالعيادة النوعية التي كان يحلم بإنشائها، وبالأبحاث التي سجلت باسمه، ليصطدم بواقع أجور مُخجل لا يكفي ثمن طعام ولا شراب”.