صوت العاصمة – خاص
رفضت إدارة القوى البشرية في وزارة الدفاع التابعة للنظام السوري، أواخر 2023 الفائت، تسريح أكثر من 30 ألف عنصر وصف ضابط من المتطوعين في جيش النظام، وذلك بعد دراسة ملفاتهم من قبل لجان مختصة، انتهت بإصدار بشار الأسد بصفته قائداً للجيش، قراراً إدارياً يحيل بموجبه 7 آلاف من المتطوعين إلى التقاعد.
وكشفت مصادر خاصة لـ صوت العاصمة أن الدفاع استقبلت خلال عام ونصف قبل قرار التسريح الصادر مطلع عام 2024، أكثر من 40 ألف طلب من متطوعين في المؤسسات العسكرية والأمنية، ممن يرغبون بإنهاء عقودهم مع الوزارة والعودة للحياة المدنية.
وتنوعت الطلبات المقدمة من قبل عناصر وصف ضباط متطوعين في جيش النظام، بين أسباب تتعلق بالخدمة بعيداً عن منطقة السكن، وبين حالات إنسانية وظروف صحة وأًسرية تمنعهم من الاستمرار في الخدمة ضمن الجيش والمؤسسات الأمنية، الأمر الذي دفع باللجان المختصة عن دراسة الملفات لوضع شروط أهمها إتمام 15 سنة في الخدمة، وإجراء تخفيض ومسح لآلاف الملفات “غير المقنعة” بحسب مصادر صوت العاصمة.
صدور أوامر بانتقاء الطلبات ورفض العدد الأكبر منها، فتح باب فساد جديد للجان القائمة على فرز الملفات، حيث بدأ الضباط المسؤولين عن عملية التقييم بتقاضي رشاوي بالليرات الذهبية والعملة الصعبة، من صف الضباط والعناصر الراغبين بالإحالة للتسريح، مقابل تمرير طلباتهم ورفعها إلى إدارة الأركان.
مصادر صوت العاصمة قالت إن بعض المضطرين على الإحالة للتسريح دفعوا خمس ليرات ذهبية، وآخرين وصلت المبالغ التي دفعوها إلى 100 مليون ليرة سورية، جرى تسليمها بالدولار الأمريكي، مقابل العودة للحياة المدنية، واختيار طريق آخر قد يعود لهم بالمنفعة المالية في ظل تردي الأوضاع المعيشية للعسكريين في صفوف النظام.
وبحسب مصادر صوت العاصمة فإن إدارة الأركان تعمل على تجهيز دفعة جديدة من القوائم التي ستُحال إلى الأسد لإقرارها، والتي سيتم بموجبها إحالة آلاف المتطوعين الجُدد إلى التقاعد والتسريح.
وفتحت وزارة الدفاع مع صدور قرارات التسريح والتقاعد للعسكريين مطلع العام الجاري، باب التطويع وفقاً لعقود محددة بـ 5 أو 10 سنوات، على أن لا يزيد عمر المتطوع عن 32 عاماً.
وحصل موقع صوت العاصمة حينها على صور لمنشورات عُلقت أمام شعب التجنيد في معظم المحافظات السورية، عرضت فيها الوزارة أهم المميزات التي يحصل عليها الراغب بالتطوع، والتي تتمثل الإعفاء من الخدمة الإلزامية وتقديم مبلغ مليوني ليرة للراغبين بالزواج ومبالغ مقطوعة مع نهاية كل عام ومع نهاية العقد، على أن يصل راتب المتطوع إلى مليون وثلاثمئة ألف ليرة سورية مع التعويضات.
ويأتي إعلان الوزارة وقرارات التسريح والإحالة للتقاعد تزامناً مع إتاحة رابطة المحاربين القادمة الفرصة لشريحة من الضباط وصف الضباط المتقاعدين للدخول مرة أخرى إلى المؤسسة العسكرية لسد النقص والشواغر التي أوجدتها قرارات التسريح والإعفاء.