أجرى رئيس جهاز المخابرات العامة السورية حسام لوقا خلال الأسبوع الفائت زيارة إلى لبنان التقى خلالها بزعيم ميليشيا حزب الله حسن نصر الله لمناقشة التطورات الميدانية والتحركات الدبلوماسية الأخيرة في المنطقة.
ونقل موقع تلفزيون سوريا عن مصادر سياسية لبنانية قولها إنّ زيارة لوقا إلى بيروت جاءت عقب زيارات مماثلة إلى عدة دول عربية ولقاء مسؤولين أمنيين وقادة ميليشيا مرتبطة بإيران لتوضيح موقف النظام السوري الراغب بالنأي عن الصراع بين إسرائيل ووكلاء إيران.
وأكدت المصادر أنّ رئيس جهاز المخابرات العامة أجرى عدة زيارات سرية إلى لبنان للقاء حسن نصر الله منذ تشرين الأول الفائت، إلا أنّ آخر تلك الزيارات كانت لوضع نصر الله في صورة تطور الاتصالات الدبلوماسية العربية وتحديداً السعودية والمصرية مع النظام في دمشق، والتي كانت توقفت لفترة وجيزة قبيل معركة غزة، وأعيد تنشيطها من بوابة دفع النظام السوري لعدم الانخراط في المعركة ومنع استخدام الأرض السورية لأي أعمال اتجاه إسرائيل بالترهيب والترغيب.
وناقش الطرفان تداعيات العملية العسكرية التي استهدفت القاعدة الأميركية في مثلث التنف، والتي أودت بحياة جنود أمريكيين وعدد من الجرحى والرد الأمريكي باستهداف بعض المواقع الإيرانية أو التابعة للمجموعات والميليشيات التابعة لها في سوريا والعراق، إضافة للموقف الإيراني الرامي لمنع التصعيد مع الجانب الأمريكي في الشرق الأوسط، والاتصالات التي أجريت عبر وسطاء إقليميين ودوليين بين طهران وواشنطن لعدم توسيع الضربات.
وتطرق النقاش بين نصر الله ولوقا لعمليات إعادة التموضع والانسحاب الجاري لمسؤولين وخبراء إيرانيين وآخرين من حزب الله من سوريا، وطبيعة هذه التحولات الميدانية الحاصلة، في ظل استمرار الاستهداف الإسرائيلي لمسؤولين في حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وطبيعة الخروقات الأمنية الحاصلة في سوريا ولبنان.
وشرح لوقا لنصر الله الاتصالات الجارية بين النظام من جهة ومسؤولين في العراق والأردن، في ظل حالة الاستنفار الحاصلة على الحدود وتحديداً مع الأردن والعمليات العسكرية الحاصلة منذ مدة واستهداف بعض المواقع في سوريا من سلاح الطيران الأردني، والتي ترتبط أيضاً بمنع تهريب الأسلحة إلى الضفة الغربية عبر الأردن في ظل الضغوط الإسرائيلية على الأردن لوقف هذه النشاطات.
وأكّد لوقا لنصر الله أنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيجري زيارة إلى دمشق للقاء بشار الأسد، سيتبعها زيارة للرئيس الإماراتي محمد بن زايد والتي تندرج في إطار إعادة إحياء الحضور الرسمي للنظام في الخريطة العربية.
وأوضح أن الاتصالات مع السعودية قائمة من بوابة أمنية وأخرى مرتبطة بالشؤون القنصلية والدبلوماسية وتسهيل حركة السفر والحج والعمرة للمواطنين في مناطق النظام.
وغادر لوقا لبنان فور انتهاء اللقاء، دون أن يجري أي لقاءات سياسية أخرى مع حلفاء النظام السوري في لبنان من قوى ونواب وشخصيات، ما يؤكد أن طبيعة الزيارة مرتبطة فقط بالواقع العسكري في سوريا ومحيطها.
وتزامن وصول لوقا إلى بيروت مع زيارات لوفود دولية وإقليمية كان آخرهر زيارة وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون والذي أتى من إسرائيل حاملاً مقترحاً للتسوية ومنع حصول أي حرب إقليمية انطلاقاً من الحدود الإسرائيلية – اللبنانية، وخاصة أنه سمع من المسؤولين الإسرائيليين نيتهم لتوجيه ضربة عسكرية خاطفة ضد حزب الله تستهدف بنيته التحتية والعسكرية في كل المناطق اللبنانية
وحمل المقترح البريطاني المنسق مع فرنسا والولايات المتحدة بحسب مصدر حكومي لبناني، إنشاء أبراج مراقبة من الجانبين الإسرائيلي واللبناني لمنع حصول أي نشاط عسكري في المستقبل، وتكثيف وجود الجيش اللبناني ونشر قطعاته العسكرية على طول الحدود، وتوسيع نشاط قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل”.
وتضمن أيضاً مشاركة دول عربية في متابعة حصول هذه الإجراءات من خلال إشراك دول كقطر والأردن ومصر في هذه القوة، إضافة ضمان عدم حصول أي اختراق إسرائيلي للبر والبحر والجو اللبناني.