قال الباحث الاقتصادي رازي مُحي الدين الأربعاء 13 كانون الأول الحالي إنّ أغلب التجار يُسعرون السلع وفق سعر صرف الدولار في السوق السوداء.
وأوضح مُحي الدين أنّه في بعض الأحيان يتحوطون التجار مسبقاً لتراجع الليرة ويسعرون السلع على دولار أعلى من السوق السوداء بسعر 16 ألف ليرة سورية أو 20 ألف حسب كل سلعة حسبما نقلت جريدة الوطن الموالية.
وأشار إلى أنّ هؤلاء التجار يستفيدون من غياب التنافس في السوق نتيجة ضعف الإنتاج وتراجع الاستثمار وتقييد الاستيراد، مبيّناً أنّ عمليات التسعير بالدولار تشمل الكثير من السلع والخدمات التي تُسيطر عليها الحكومة مثل البنزين والمازوت والوقود وإصدار جوازات السفر، وكذلك أسعار أغلب السلع في المؤسسات الاستهلاكية.
كما لفت إلى أنّ عمليات التسعير بالدولار تُطال السلع ذات الإنتاج المحلي التي لا تتأثر بالاستيراد لكونها ذات فرص تصديرية عالية، منوّهاً إلى أنّ السلع والخدمات التي لا يتم تسعيرها وفق الدولار مثل الصحة والتعليم، أدى إلى تراجع الجودة وهجرة الكفاءات وضعف التنافسية للأدوية.
وبيّن أنّ سبب استمرار الليرة بوظيفتها كأداة تداول جزئياً هو القوانين المتشدّدة بسجن كل من يتداول بغير الليرة، معتبراً أنّ هذا الأمر يدل على مؤشر خطير جد وهو أنّ “الليرة نتيجة لضعف السياسة النقدية خسرت غالب وظائفها وأنّ الوظيفة التي مازالت تقوم بها جزئياً هي بسبب العقوبات المتشددة والذي من الممكن أنّ يكون قد أدى لدور عكسي وساهم بهروب كثير من الأموال لخارج القطر”.