بحث
بحث

صوت العاصمة تنشر تفاصيل الاستهداف الإسرائيلي الأخير لمُحيط دمشق

صوت العاصمة – خاص 
شهدت العاصمة السورية “دمشق” ليلة، الأحد/ الاثنين، هجوماً إسرائيلياً وُصف بالأوسع، استهدف عدد كبير من المواقع التابعة لجيش النظام والميليشيات الإيرانية، في جنوب سوريا من مُحيط دمشق وصولاً لمُحافظتي السويداء ودرعا.

الهجوم الذي نفذته الطائرات الإسرائيلية تميّز بالتصريح العلني من قبل إسرائيل عبر الناطق باسم الجيش، فور بدء الهجوم مُباشرة، مع نشر صور وشريط مصوّر صباح، الاثنين 21 كانون الثاني، توضّح المواقع التي تم استهدافها.

وبحسب التصريحات الإسرائيلية، فإن الهجوم الواسع استهداف مواقع لفيلق القدس، ومواقع أخرى لجيش النظام السوري وبطاريات للدفاع الجوّي، رداً على إطلاق صاروخ من مواقع إيرانية في العمق السوري باتجاه هضبة الجولان ظهر ،الأحد 20 كانون الثاني، وذلك بعد مُحاولة الطيران الإسرائيلي استهداف مُحيط مطار دمشق الدولي بعدة صواريخ، استطاعت الدفاعات الجويّة السورية إسقاطها قبل وصولها لهدفها.

وقالت مصادر عسكرية مُقربة من النظام السوري لـ “صوت العاصمة” إن الطيران الإسرائيلي اخترق الأجواء السورية لأول مرة منذ أشهر، ونفذ الضربات بكثافة عبر اسراب من طائرات تناوبت على القصف، فيما نقلت وكالة سبوتنيك عن مصدر إسرائيلي، أن القصف كان بالتنسيق مع “الجانب الروسي” 

وشملت المواقع المُستهدفة مستودعات للأسلحة والذخائر، وأخرى لتخزين صواريخ بعيدة المدى، ومعسكرات تدريبية، فضلاً عن استهداف مطار دمشق الدولي وقواعد للدفاع الجوي.

مستودعات لتخزين الأسلحة الإيرانية في مطار دمشق الدولي.
نشر المُتحدث باسم الجيش الإسرائيلي “افيخاي أدرعي” صباح، الاثنين 21 كانون الثاني، صورة قال أنها لمستودعات تابعة لإيران في مطار دمشق الدولي، قامت الطائرات الإسرائيلية باستهدافها قبل ساعات.

ونقلت “صوت العاصمة” عن مصادر خاصة في مطار دمشق الدولي، أن المستودعات التي تم استهدافها، مُخصصة للتخزين المؤقت، كانت الميليشيات الإيرانية قد فرغت فيها شُحنة من الأسلحة وصلت إلى مطار دمشق الدولي في تمام الساعة السادسة من مساء، الأحد 20 كانون الثاني، قبل أن تُغادر الطائرة المطار في العاشرة من مساء اليوم ذاته.

وبحسب المصدر فإن الأسلحة كانت مُعدة للنقل صباح الاثنين إلى مواقع وثكنات تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية جنوب سوريا، لكن الضربة الإسرائيلية حالت دون ذلك، حيث جرى تدمير المستودعات بشكل كامل.

الطائرة التي نقلت الأسلحة من إيران إلى سوريا، كانت قد حاولت الهبوط في مطار دمشق الدولي ظهر، الأحد 20 كانون الثاني، لكن طائرات اسرائيلية حاولت استهداف المطار اجبرتها على المُغادرة والعودة باتجاه إحدى المُدن الإيرانية، قبل أن تعود إلى سوريا من جديد بعد تلقي تقارير تُفيد بانتهاء الاستنفار العسكري وخلو الأجواء تماماً.

قاعدة للدفاع الجوي في مُحيط مطار دمشق الدولي. 
ونشر أفيخاي أدرعي أيضاً فيديو مصوّر لاستهداف بطاريتي دفاع جوّي، خلال الهجوم الإسرائيلي على الأراضي السورية، دون تحديد موقعها واكتفى بتأكيد استهداف قواعد الدفاع الجوّي خلال مُحاولتها التصدي للمُقاتلات الإسرائيلية.

مصادر  “صوت العاصمة” أكدت أن إحدى قواعد الدفاع الجوّي التي جرى تدميرها، تتمركز في مُحيط مطار دمشق الدولي، وهي أحدى القواعد المسؤولة عن حماية المطار، واستُخدمت بشكل رئيسي ظُهر، الأحد 20 كانون الثاني، خلال إحباط الهجوم الإسرائيلي الذي استهداف المطار، واستطاعت إسقاط قرابة 6 صواريخ إسرائيلية، قبل أن يتم تدميرها مساء اليوم ذاته، بسبب كثافة الصواريخ الإسرائيلية على المنطقة.

مستودعات تابعة للفرقة الرابعة في مُحيط دمشق.
وقال مُراسل “صوت العاصمة” في ريف دمشق الغربي، أن طائرات إسرائيلية استهدفت مقرّات ومستودعات للفرقة الرابعة في “جبال الرابعة” وهي سلسلة جبلية على امتداد ريف دمشق الغربي، تحوي عشرات الثكنات العسكرية والمستودعات التابعة للفرقة، لكن الاستهداف جاء في نقطة قريبة من “معضمية الشام” مؤكداً اشتعال النيران في تلك المستودعات بعد استهدافها مُباشرة.

وأشار مراسل الشبكة إلى أن قواعد الدفاع الجوّي المُتمركزة في جبال الفرقة الرابعة، ساهمت بالتصدّي للطائرات الإسرائيلية بكثافة كبيرة، قد يكون السبب وراء استهداف تلك النقطة.

وتُعتبر الفرقة الرابعة من أكثر الفرق المُقاتلة المُقربة من إيران، يقودها ماهر الأسد، شقيق رأس النظام السوري، وتضم المستودعات التابعة للفرقة الرابعة، سلاحاً وذخيرة تابعة للميليشيات الإيرانية، استُهدفت لأكثر من مرة من قبل الطيران الإسرائيلي خلال السنوات السابقة، كما ينضوي تحت اسم “الفرقة الرابعة” عدد من المجموعات التي قوامها عناصر عراقيين وإيرانيين أبرزهم “لواء الإمام الحسين” الذي يقوده العراقي “أسعد البهادلي”

ألوية عسكرية تابعة للفرقة الأولى في جيش النظام.
تُعتبر الفرقة الأولى في جيش نظام الأسد، من أكثر الفرق العسكرية تقرباً من إيران، وتحوي الألوية والكتائب التابعة لها بمُعظمها مُعسكرات تدريبية ومخازن للأسلحة الإيرانية، وكذلك قواعد للدفاع الجوي، تُستخدم بإشراف إيراني مُباشر.

وتدعم الفرقة الأولى الميليشيات الشيعية المُقاتلة بشكل كامل، وتقاتل تلك الميليشيات في مُعظم الأحيان باسم الفرقة الأولى ولباسها، وتتنقل بسيارات تابعة لها، كنوع من التضليل على التواجد الأجنبي في الفرقة والألوية التابعة لها.

الألوية (76، 91) وجبل المانع. 
يقع اللواء 76 التابع للفرقة الأولى بالقرب من جبل المانع، بين منطقتي الكسوة وحرجلة، في ريف دمشق الغربي، ويُعتبر واحد من أهم الألوية التي تتمركز فيها إيران ضمن المنطقة الجنوبية لدمشق.

وبحسب مصادر خاصة لـ “صوت العاصمة” فإن اللواء تم استهدافه بأكثر من عشر غارات مُتتالية، لاحتوائه على مركز استخبارات تابع للحرس الثوري الإيراني.

ويحوي اللواء 76 مُعسكرات لفيلق القدس والحرس الثوري وحزب الله اللبناني، كذلك يحوي عشرات المستودعات المُخصصة لأسلحة وذخائر الميليشيات الإيرانية.

أما اللواء 91 الذي يقع في أطراف بلدة المقيلبية، فقد تعرض أيضاً لعدة غارات جويّة، استهدفت مستودعات ومُعسكراً لفيلق القُدس والحرس الثوري الإيراني.

مصادر “صوت العاصمة” أكدت استهداف جبل المانع على أطراف بلدة الكسوة بعدة صواريخ ، اقتصرت أضرارها على المادية

ويُعتبر جبل المانع أحد أهم قواعد الصواريخ البالستية والصواريخ محليّة الصنع التابعة لإيران وجيش النظام السوري، كما يحوي قواعد للدفاع الجوّي، لطالما ساهمت بالتصدّي للغارات الإسرائيلية

اللواء 68 التابع للفرقة السابعة. 
استهدفت الطائرات الإسرائيلية بغارتين جويتين اللواء 68 التابع للفرقة السابعة، والواقع على أطراف مُخيم خان الشيح.

ويحوي اللواء 68 أكثر من 5 مستودعات لفيلق القدس الإيراني، مصادر “صوت العاصمة” أكدت استهداف واحد منها على الأقل وتدميره بشكل كامل.

مواقع أخرى 
واستهدف الطيران الإسرائيلي الفوج 135 في تل كوكب، على أطراف بلدة جديدة عرطوز، بعدة صواريخ أدت إلى أضرار مادية، ويحوي الفوج المذكور مستودعات ومنصّات لإطلاق صواريخ أرض – أرض من طراز “لونا” روسية الصنع، لكنها تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية حالياً.

واستُهدف الفوج 549 التابع للواء 104 في الحرس الجمهوري، والواقع على أطراف مدينة صحنايا بريف دمشق الغربي بغارتين جويتين، أدت إلى دمار معسكر تدريبي لميليشيا حزب الله اللبناني وميليشيات إيرانية أخرى. 



خسائر النظام والميليشيات الإيرانية جرّاء تلك الضربات. 

علمت “صوت العاصمة” من مصادرها في دمشق أن الخسائر البشرية من السوريين لم يتجاوز 10 قتلى وعدد من الجرحى، لكن الخسائر الكُبرى أصابت الميليشيات الإيرانية، جرّاء استهداف مُعسكرات تدريبية ومُخصصة لمبيت العناصر، خاصة في الألوية التابعة للفرقة الأولى.

شهود عيان في ريف دمشق الغربي أكدوا لـ “صوت العاصمة” أن حركة سيارات الإسعاف لم تتوقف حتى الصباح، مع انقطاع كامل للكهرباء عن المنطقة الجنوبية والغربية لدمشق منذ بدء الغارات الإسرائيلية وحتى فجر اليوم ذاته.

وبالذهاب إلى الخسائر العسكرية، أكدت مصادر “صوت العاصمة” تدمير 5 مستودعات على الأقل وثلاثة مُعسكرات ومركزاً استخباراتياً لإيران، فضلاً عن ثلاث قواعد للدفاع الجوّي، وقاعدة لإطلاق طائرات بدون طيّار.

وفي مطار دمشق الدولي، تسبب القصف بأضرار مادية في بعض المكاتب، وإحدى صالات المطار، فضلاً عن أضرار جزئية بالمُدرجات المُخصصة لهبوط الطائرات. 



من أين تصدى النظام وميليشيات إيران للطائرات الإسرائيلية ؟

شاركت عشرات الدفاعات الجويّة التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية بعملية التصدّي للطائرات الإسرائيلية والصواريخ المُجنحة، حيث أطلقت تلك الدفاعات قرابة 100 صاروخ، بعضها أصاب أهدافه والبعض الآخر انفجر في السماء دون تحقيق أي إصابة.

ووفقاً لمصادر “صوت العاصمة” فإن المضادات الجويّة المتواجدة في الفوج 75 في بلدة المقيلبية وتل كوكب، إضافة لفوج سرايا الصراع بالقرب من جديدة عرطوز، والفرقة السابعة في بلدة زاكية، وجبل سلح الطير في بلدة الكسوة، تعاملت بكثافة نيرانية كبيرة مع الصواريخ الإسرائيلية، واستطاعت اعتراض بعضها في سماء المنطقة.
كما شهدت مقرات الفرقة الرابعة في الجبال المُحيطة بمعضمية الشام، وكذلك في الصبورة ويعفور والديماس، إطلاق عشرات الصواريخ باتجاه الطائرات الإسرائيلية.

وبحسب مراسل “صوت العاصمة” في بلدة الهامة، فإن المضادات الجويّة المُخصصة لحماية مركز البحوث العلمية في جمرايا، ساهمت بدورها في التصدي لتلك الهجمات، كما تصدّت الدفاعات الجويّة في مُحيط مطار دمشق الدولي لعدة صواريخ قبل أن يتم تدمير القاعدة الأبرز في المنطقة بصواريخ إسرائيلية. 

اترك تعليقاً