يعاني أكثر من 150 ألف طالب مدرسي في لبنان من الحرمان من التعليم نتيجة تعثر المفاوضات بين منظمة اليونيسف التي تموّل تعليمهم ووزارة التربية اللبنانية.
وبحسب موقع المدن اللبناني فإنّه على الرغم من مرور شهرين على انطلاق العام الدراسي الحالي تقوم فقط 320 مدرسة في لبنان بتسجيل الطلاب السوريين للتعلم فيها في دوام بعد الظهيرة، دون صدور أي قرارات واضحة من قبل وزارة التربية بهذا الشأن.
وبحسب مدير إحدى المدارس اللبنانية فإن تسجيل الطلاب السوريين يتم للطلاب القدامى ولم يتلقوا أي قرارات بخصوص تسجيل الطلاب المستجدين.
وفسرّ مدراء مدارس لبنانية تعميم وزارة التربية الذي حدد شروط تسجيل الطلاب غير اللبنانيين بأنّ المقصود هم الطلاب السوريين الذين نزحوا حديثاً إلى لبنان.
وتنقسم مشكلة تعليم التلاميذ السوريين في لبنان إلى قسمين، الأول مطالبة الحكومة اللبنانية برفع مساهمة اليونيسف لصناديق المدارس ومطالبة الأساتذة المستعان بهم لتعليم الطلاب السوريين بزيادة أجورهم.
ووفقاً لمصادر من الحكومة اللبنانية فإنّ المفاوضات بين وزارة التربية واليونيسف حول حجم الدعم والإنفاق المخصص لتعليم السوريين لم تفضِ لأي نتيجة بعد.
وأضافت المصادر أنّ الحكومة اللبنانية عرضت في ورقة عمل بشأن النزوح أن المبلغ المطلوب كمساهمات للصناديق عن كل طالب يجب أن يرتفع إلى ما لا يقل عن 200 دولار، أي بزيادة 60 دولاراً عن المبلغ الذي يتم تقديمه حالياً.
وتتذرع اليونيسف بأن التمويل الدولي انخفض ولا يمكنها دفع المبالغ المطلوبة، ما يدفع بالحكومة اللبنانية لعدم فتح المدارس أمام تعليم التلاميذ السوريين كنوع من الضغط على المنظمة الأممية.
وقال عضو لجنة أساتذة الدوام المسائي لغير اللبنانيين إبراهيم خليل إنهم في نهاية العام الدراسي الفائت طالبوا اليونيسف رفع أجر الساعة عن شهري أيار وحزيران المنصرمين إلى 6 دولارات، عوضاً عن ثلاثة دولارات، إلا أنّ اليونيسف لم تدفع إلا 3 دولارات.
وأضاف أنّ مفاوضات حول العام الدراسي المقبل انتهت بتقديم اليونيسف 6 دولارات أجور الساعة الواحدة علماً أنّ الأساتذة طالبوا برفعها خلال المفاوضات إلى 9 دولارات.
ووفق حسابات الأساتذة فإنّ الأجر العادل لهم كي يكونوا متساوين مع الأساتذة المتعاقدين لدوام قبل الظهر هو تسعة دولارات لأن الوزارة حددت للأساتذة المتعاقدين في الدوام الصباحي أجر ساعة يوازي دولاراً ونصف دولار وبدل نقل بـ450 ألف ليرة، يدفع لثلاثة أيام بالأسبوع وبدلات إنتاجية شهرية بـ300 دولار، أي بما يعادل تسعة دولارات كأجر ساعة.
وانقطع التفاوض المباشر بين الأساتذة واليونيسف وأصبح أحد مستشاري وزارة التربية اللبنانية تفاوض بالنيابة عنهم، معتبرين أنّ اليونيسف تموّل مشاريع أقل أهمية ولا تولي اهتماماً لأوضاع المعلمين.
ورفضت وزارة التربية في الحكومة اللبنانية مطلع العلم الدراسي الفائت قبول تسجيل الطلاب السوريين في المدارس الخاصة لمنع دمجهم في صفوف التلاميذ اللبنانيين، معتبرة العروض التي قدمتها منظمات أممية تهدف لتوطين السوريين بشكل مبطّن.