امتهن العديد من الأطفال غسيل السيارات في الشوارع وخصيصاً بالقرب من الإشارة المرورية مقابل أجور ضئيلة لمساعدة عائلاتهم في مواجهة الوضع الاقتصادي المتردي.
ويتقاضى معظم هؤلاء الأطفال ألف ليرة سورية كأجور غسيلهم للسيارة بواسطة “سطل” بلاستيكي صغير يحملونه وبعض الأقمشة المبللة وممسحة صغيرة وفي أحسن الحالات يتقاضون 1500 ليرة ونادراً ما يصادفون سيارات السياح وينالون إكرامية جيدة بغير العملة السورية.
ونقل موقع أثر برس المحلي عن أحد الأطفال العاملين بمهنة غسيل السيارات في منطقة الدحاديل بدمشق إنه يعمل في هذه المهنة منذ سنتين وعمره اليوم لا يتجاوز الـ 10 سنوات، ويتقاضى عن غسيل السيارة 1000 ليرة سورية.
ووصف الطفل العمل في هذه المهنة بالـ”متعب جداً” خصيصاً أنّ معظم سائقي السيارات يرفضون غسيل سياراتهم في الطرقات ولا يدفعون أجور الغسيل أو أي إكرامية.
وأضاف الطفل أنه يعمل لوحده دون أي شخص يشرف على عمله إذ لديه أدوات خاصة به ويعمل بها ليساعد عائلته في ظل الأحوال المعيشية الراهنة.
وأوضح عامل آخر لا يتجاوز عمره الـ 11 سنة أنه يعمل بغسيل السيارات من الساعة 7 صباحاً وحتى 8 مساءً ليكسب بعض الأموال لمساعدة عائلته مضيفاً أنّه يتقاضى ما بين 1000 و 1500 ليرة عن غسيل كل سيارة مشيراً إلى أنّ بعض سائقي السيارات وخصيصاً التي تحمل لوحات غير سورية يدفعون مبالغ أكثر.
وبحسب العامل فإنّ سائق إحدى السيارات الأجنبية أعطاه قبل عدة أشهر إكرامية 100 دينار أردني وتفاجئ أنها كانت تعادل نحو مليون ليرة سورية عند قيامه بتصريفها.
وأكّد بعض الأطفال أنّهم يغسلون نحو 20 إلى 25 سيارة بشكل يومي عدا أيام العطل الرسمية ويستطيعون جمع 20 إلى 30 ألف ليرة سورية في اليوم أي ما يعادل 3 دولارات أمريكية فقط.
وأدى ارتفاع الأسعار في الأسواق السورية إلى زيادة مستوى الفقر في سوريا الذي تقدره المنظمات الدولية بنحو 90% من السكان إذ لا يزال الحد الأدنى للأجور 71 ألف ليرة سورية في حين تتجاوز نفقات الأسرة 6 ملايين ليرة سورية.