كشف السفير الروسي في دمشق والمبعوث الخاص إلى سوريا ألكسندر يفيموف الإثنين 12 حزيران الحالي نية بلاده تنفيذ مشاريع روسية في عدة جوانب تم الاتفاق على معظمها خلال زيارة بشار الأسد إلى موسكو منتصف آذار الفائت.
وأجرت صحيفة الوطن المحلية لقاء مع السفير يفيموف قال فيه إنّ الاجتماع المرتقب للجنة المشتركة بين الحكومة الروسية وحكومة النظام السوري سيجري خلالها التوقيع على اتفاقية توسيع التعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والفني بين البلدين لافتاً إلى وجود دراسات تخص العشرات من المشاريع ذات الطابع الاستثماري.
وأضاف أن الاجتماع بين اللجان الحكومي كان من المفترض أن يعقد منتصف أيار الفائت وتم تأجيله لأن التحضيرات اللازمة لانعقاده لم تنته بعد مضيفاً أنّ ممثلي العديد من الشركات الروسية وصلوا إلى دمشق خلال أيار لحضور الاجتماع.
وكشف السفير أنّ بلاده تدرس طلباً تقدمت به حكومة النظام السوري خلال زيارة بشار الأسد إلى موسكو قبل عدة أشهر للحصول على قرض مالي لافتاً إلى أنّ بلاده تعتبر هذه المساعدات مهمة لكنها تراعي في قرارتها الظروف الحالية لكلا البلدين.
وأوضح أنّ روسيا خصصت في وقت سابق قرضاً لمساعدة سوريا وتم استنفاذه بالكامل من قبل الجانب الروسي.
وضاعفت روسيا عدد المنح التعليمية للطلاب السوريين بناء على طلب من حكومة النظام السوري من 500 منحة إلى 1000 منحة لكل عام معظمها في الطب والهندسة والفنون الإبداعية.
وتنوي روسيا بحسب سفيرها افتتاح مدرسة ثانوية في دمشق خلال الفترة المقبلة مشيراً إلى أنّ العملية التعليمية في المدرسة ستجري باللغة والأنظمة والمناهج الروسية إضافة لتأهيل كوادر جامعية لافتتاح فرع لجامعة روسية في العاصمة السورية في وقت لاحق.
وأضاف أن روسيا تولي اهتماماً بإعادة التأهيل النفسي للأطفال السوريين وتنظم لهم رحلات دورية إلى مخيم أرتيك في شبه جزيرة القرم لتعليمهم اللغة والفنون الروسية.
واعتبر يفيموف منشآت الطاقة الكهربائية السورية إحدى الأولويات الروسية ومن المقرر أنّ تسهم روسيا في استثمارات في هذا المجال وإعادة تأهيله عقب اجتماع الحكومي المشترك القادم.
ووفقاً ليفيموف فإنّ روسيا قدمت مساعدات عديدة في إعادة إعمار سورية منها في مجال البنى التحتية وفي مجالات أخرى لا تقل أهمية كتنمية الإمكانيات البشرية والثقافية في سوريا إضافة لرعاية تفكيك الألغام والمتفجرات من داريا في ريف دمشق عبر منظمات الأمم المتحدة وتأهيل قطاع صحة الأم في ريف حلب الذي يجري تنفيذه حالياً على نفقة روسيا وترميم مرافق الصناعات الزراعية.
وأسهمت المنظمات الدينية الروسية مساهمة كبيرة في إعادة إعمار سورية إذ تساعد الكنيسة الأرثوذكسية الروسية في إعادة بناء الكنائس التي دُمرت خلال الحرب وافتتحت هذا العام مرفقين في عربين والزبداني في ريف دمشق.
وتموّل الكنيسة الروسية بحسب يفيموف أنشطة مركز مسانا لإعادة التأهيل وتركيب الأطراف الاصطناعية للأطفال الذي افتتح في دمشق في آذار عام 2022 مضيفاً أنّ المؤسسة الخيرية لأحمد قديروف تعمل بنشاط في سورية وبمساعدته على وجه الخصوص تجري أعمال ترميم الجوامع التاريخية في حلب وحمص وتُقام الفعاليات الخيرية.
وعلق السفير يفيموف على اجتماعات اللجنة الرباعية معتبراً أن النتائج التي تحققت حتى الآن إيجابية مشيراً إلى أن انتقال سورية وتركيا إلى اتصالات عامة مباشرة بعد أكثر من عشر سنوات من تجميد العلاقات الثنائية بينهما يُعدُّ بحد ذاته نجاحاً كبيراً.
ولفت إلى خريطة الطريق الخاصة بتطوير العلاقات السورية التركية كاشفاً أنه يجري حالياً وضع مسودتها ومن المقرر أن تجري المناقشة الأولى لنص هذه الوثيقة في الوقت القريب وقال “من الصعب في غضون أسابيع أو أشهر قليلة استعادة ما تمّ تدميره لمدة اثني عشر عاماً إذ ينتظرنا الكثير من العمل الشاق في هذا الاتجاه ويجب الاعتراف بصراحة أن مواقف الطرفين لا تزال بعيدة عن بعضها بعضاً”.
اعتبر السفير الروسي العلاقات الحالية بين النظام السوري والدول العربية “أكثر من مُرضية” مضيفاً أنّ موسكو سعت خلال السنوات الماضية لإقناع الدول العربية بضرورة تحسين علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق لتحقيق الاستقرار الكامل في منطقة الشرق الأوسط كما بذلت روسيا جهوداً كبيرة لضمان عودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية.
