بحث
بحث
انترنت

الحكومة اللبنانية تنتهك مبدأ عدم الإعادة القسرية للاجئين

تقرير يوثق إعادة الجيش اللبناني نحو 168 لاجئ سوري بشكل قسري خلال شهر نيسان الجاري

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الخميس 27 نيسان بياناً يدين انتهاك الحكومة اللبنانية لمبدأ عدم الإعادة القسرية للاجئين، مشيرة إلى أن النظام السوري والمليشيات الإيرانية يشكلون خطراً على حياة اللاجئين المعادين قسرياً.

وقالت الشبكة الحقوقية في بيانها إن الجيش اللبناني قام منذ 17 نيسان الجاري بحملات مداهمة للمناطق التي يتواجد فيها اللاجئون السوريون بأعداد كبيرة مثل برج حمود وبعض الأحياء في مدينة بيروت ومنطقة رشميا في قضاء عالية في جبل لبنان، ومنطقة حمانا وصوفر في جبل لبنان، أدت إلى عمليات احتجاز جماعية طالت العشرات، وما زالت مستمرةً حتى لحظة كتابة البيان.

ووثقت الشبكة إعادة قسرية لنحو 168 لاجئاً سورياً في لبنان خلال شهر نيسان فقط، قرابة ثلثهم من الأطفال والنساء، مضيفة أنّ الغالبية العظمى منهم تعرض للضرب المبرح والإهانة أثناء عملية مداهمة منازلهم وأماكن إقامتهم، ومنعهم من أخذ أغراضهم الشخصية معهم، كما تُركوا في العراء في المنطقة الفاصلة بين الحدود السورية واللبنانية من دون قيام الجهات الحكومية الرسمية اللبنانية بتسجيل أسمائهم أو حتى تسجيل خروجهم من لبنان بشكل رسمي عبر المعابر الرسمية.

وذكر البيان أن حملات الاحتجاز استهدفت اللاجئين السوريين الذين لم يتمكنوا من الحصول أو استخراج أوراق رسمية لتبرير تواجدهم القانوني في لبنان وبشكل أساسي الذين دخلوا لبنان منذ عام 2019 عبر طرق غير نظامية كما استهدفت المقيمين السوريين الذين لم يتمكنوا من تجديد إقامتهم، مؤكدة نّ الجيش اللبناني نقل جميع من تمَّ احتجازه إلى فوج الحدود البرية الذي يقوم بدوره بنقلهم إلى خارج الحدود اللبنانية في منطقة المصنع الحدودية بين لبنان وسوريا.

وأضاف البيان أن النظام السوري رفض السماح لمجموعة من اللاجئين المعادين قسرياً من العبور نحو سوريا بذريعة عدم قيام الجيش اللبناني أو جهاز الأمن العام بالتنسيق معه قبيل ترحيلهم.

ونوّهت الشبكة أنَّ معظم المعادين قسرياً تعرضوا إلى عمليات نهب وابتزاز من قبل قوات النظام السوري في المنطقة الفاصلة بين المعبرين الحدوديين بين سوريا ولبنان وفرضت عليهم مبالغ مالية تتراوح وسطياً بمبلغ لا يقل عن 100 دولار للفرد مقابل تسهيل عودتهم باتجاه الأراضي اللبنانية عبر طرق التهريب التي يشرف على معظمها عناصر وضباط من الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام السوري.

واستعرضت الشبكة في بيانها أبرز الانتهاكات التي تعرض لها اللاجئون الذين عادوا إلى المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري منذ بداية عام 2014 وحتى الآن، وقالت إن ما لا يقل عن 2504 حالة اعتقال تعسفي بينها 257 طفلاً و199 سيدة، بحق لاجئين عادوا من دول اللجوء أو الإقامة إلى مناطق إقامتهم في سوريا، جميعهم تم اعتقالهم على يد قوات النظام السوري.

وذكرت الشبكة في بيانها أنّ النظام السوري أفرج عن 1517 حالة وبقيت 987حالة اعتقال، بينما تحوَّل 764 منها إلى حالة اختفاء قسري، كما سجلت اعتقال ما لا يقل عن 984 نازحين عادوا إلى مناطق يسيطر عليها النظام السوري، أفرج النظام السوري عن 246حالة وبقيت 738 حالة ليتحول 472 منهم إلى مختفين قسرياً.

وأكد البيان على ما ورد في تقرير لجنة التحقيق الأممية الأخير من أن سوريا بلد غير آمن لعودة اللاجئين وشدد على أن أية عملية إعادة قسرية للاجئين السوريين في ظل بقاء النظام السوري برئاسته الحالية وببنية أجهزته الأمنية المتوحشة هو انتهاك للقانون العرفي الملزم لجميع دول العالم بما فيها الدول غير المصادقة على اتفاقية اللجوء عام 1951 ولن يتمكن قرابة نصف الشعب السوري من لاجئ ونازح من العودة الآمنة دون تحقيق انتقال سياسي.

وحمّلت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الحكومة اللبنانية المسؤولية القانونية لما يتعرض له المعادون قسرياً من تعذيب وقتل وإخفاء قسري وغير ذلك من الانتهاكات على يد النظام السوري، إلى جانب مسؤولية النظام السوري المباشرة عن هذه الانتهاكات.