بحث
بحث
انترنت

تقرير يرصد حالة حقوق الإنسان في سوريا خلال آذار 2023

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الشهري الخاص بشهر آذار 2023 والذي يرصد أبرز انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة على الجغرافيا السورية.

القتل خارج نطاق القانون
وبحسب التقرير الذي نشرته الشبكة الخميس 6 نيسان الحالي، فإنّ 96 مدنياً قتلوا من بينهم 15 طفلاً و6 سيدات على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا في آذار 2023، قتل منهم النظام السوري 5 مدنيين، فيما قتلت قوات سوريا الديمقراطية 5 مدنيين بينهم ثلاثة أطفال.

وقتلت هيئة تحرير الشام ثلاثة مدنيين، وقتلت جميع فصائل المعارضة المسلحة 4 مدنيين بينهم 1 طفل، بينما قتل 42 مدنياً بينهم طفل وسيدة قتلوا خلال جني فطر الكمأة على يد جهات مجهولة.

وأوضح التقرير أنّ 79 مدنياً قتلوا بينهم 11 طفلاً و6 سيدات على يد جهات أخرى، مشيراً إلى وقوع 4 مجازر على يد جهات أخرى، كما وثق التقرير مقتل 1 من كوادر الدفاع المدني على يد جهات أخرى.

وأظهر تحليل البيانات أنَّ محافظة دير الزور تصدرت بقية المحافظات بنسبة 32% من حصيلة الضحايا الموثقة في آذار جميعهم قضوا على يد جهات أخرى، تلتها محافظة حماه بقرابة 27%، ثم محافظة حلب بنسبة 12% من حصيلة الضحايا في آذار.

الاعتقال والاحتجاز التعسفي
ووفقاً لتقرير الشبكة الحقوقية فإنّ ما لا يقل عن 164 حالة اعتقال تعسفي بينها تعسة أطفال وثلاث سيدات، منهم 131 تحولوا إلى حالات اختفاء قسري.

واعتقلت قوات النظام السوري 71 مدنياً بينهم أربعة أطفال وسيدة واحدة، واعتقلت قوات سوريا الديموقراطية 48 بينهم 5 أطفال، في حين سجل التقرير اعتقال 16 شخصاً بينهم سيدة على يد هيئة تحرير الشام، واعتقال 29 مدنياً على أيدي جميع فصائل المعارضة السورية.

واستعرض التَّقرير توزُّع حالات الاعتقال التعسفي حسب المحافظات، وأظهر تحليل البيانات أنَّ الحصيلة الأعلى كانت من نصيب محافظة حلب تليها الحسكة، ثم ريف دمشق ثم دمشق والرقة ، تليها إدلب ثم دير الزور و درعا.

وأشار التقرير إلى أنّ شهر آذار شهد ما لا يقل عن 5 حوادث اعتداء على مراكز حيويَّة مدنيَّة، جميعها على يد قوات النظام السوري، ومعظمها كان في محافظة حلب، منها هجوم على مدرسة وآخر على مكان عبادة.

عمليات القصف والألغام
وجاء في التقرير أن آذار شهد ارتفاعاً في وتيرة عمليات القصف المدفعي الذي تنفذه قوات النظام السوري على شمال غرب سوريا، حيث سجل عمليات قصف متفرقة تركزت على قرى وبلدات جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي وريف حلب الغربي وسهل الغاب في ريف حماة الغربي وريف اللاذقية الشمالي، القريبة من خطوط التماس مع فصائل في المعارضة المسلحة، كما طال القصف قرى وبلدات ريف حلب الغربي البعيدة عن خطوط التماس.

وسجل التقرير استمرار الهجمات الأرضية التي تشنها القوات التركية وفصائل الجيش الوطني على عموم مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية بريف حلب الشمالي ومناطق منبج وعين العرب بريف حلب الشرقي وعين عيسى في بريف الرقة الشمالي.

ورصد التقرير استمرار سقوط ضحايا مدنيين بسبب الألغام في محافظات ومناطق متفرقة في سوريا، وتركزت في محافظات دير الزور، بلغت حصيلة ضحايا الألغام في آذار 32 مدنياً بينهم ستة أطفال وثلاث سيدات، وسجل استمرار عمليات اغتيال مدنيين على يد مسلحين لم يتمكن من تحديد هويتهم، في محافظات ومناطق متفرقة في سوريا.

الأوضاع الإنسانية
وأكّد التقرير أنّ الوضع الاقتصادي والمعيشي والخدمي والأمني يشهد حالة من التدهور على كافة المستويات في مناطق سيطرة قوات النظام السوري،  وخصيصاً على صعيد أزمة الكهرباء التي تعيشها هذه المناطق، ولا زالت سياسة التقنين تُطبق من قبل حكومة النظام السوري إذ تصل ساعات القطع في العديد من المناطق 20 ساعة انقطاع.

وذكر التقرير أن مناطق سيطرة قوات النظام السوري لا تزال تشهد ارتفاعات مستمرة في كافة الأسعار، وبشكل خاص أسعار المواد الغذائية والتموينية والمحروقات، وازدادت حدة هذه الارتفاعات مع دخول شهر رمضان.

ونوهت الشبكة في تقريرها إلى أنّ العاصفة الهوائية التي ضربت المنطقة في 29 آذار تسببت بأضرار مادية كبيرة جراء انهيار أجزاء من الأبنية وبعض المحال التجارية وتحطم النوافذ وسقوط بعض أبراج الكهرباء، نجم عنها إصابات في صفوف المدنيين وانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل في بعض المناطق.

شمال غرب سوريا
ورصد التقرير استمرار معاناة المدنيين في شمال غرب سوريا من الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتدهورة بالتزامن مع غلاء أسعار كافة المواد الغذائية والتموينية. كما سجل التقرير استمرار اندلاع الحرائق في مخيمات النازحين شمال غرب سوريا. وفي شمال شرق سوريا، استمر الوضع المعيشي والأمني في المنطقة بالتدهور، وشهد آذار احتجاجات في بلدات وقرى مناطق سيطرة قوات سيطرة قوات سوريا الديمقراطية للاحتجاج على سوء الأوضاع المعيشية وانتشار الفساد وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.

وتعرضت منطقة شمال غرب سوريا شهدت عاصفتين مطريتين في 6 آذار و18 آذار تسببت باقتلاع مئات الخيم وغرق عشرات المخيمات بعضها تم إنشاؤها مؤخرا لمتضرري الزلزال الذي ضرب المنطقة، وفي 29 آذار ضربت عاصفة هوائية شديدة المنطقة ما تسبب بمقتل رجل وطفل، إضافة لأضرار مادية كبيرة في مخيمات المنطقة.

وذكر التقرير أن برنامج الأغذية العالمي أبلغ في 9 آذار عبر البريد الإلكتروني المنظمات الإنسانية العاملة في مناطق شمال غرب سوريا عن تقليل حجم الحصة الغذائية لكل عائلة، بحيث توفر الحصة الغذائية المعدلة لكل شخص 991 سعرة حرارية وذلك اعتباراً من نيسان 2023، وأشار التقرير أنها المرة الثالثة التي يتم فيها اتخاذ مثل هذا الإجراء في غضون عام واحد.

النظام وروسيا أبرز المتورطين
وأكّدت الشبكة الحقوقية في تقريرها أنَّ الأدلة التي جمعها تُشير إلى أنَّ الهجمات وُجّهت ضدَّ المدنيين وأعيان مدنية، وقد ارتكبت قوات الحلف السوري الروسي جرائم متنوعة من القتل خارج نطاق القانون، إلى الاعتقال والتَّعذيب والإخفاء القسري، كما تسبَّبت هجماتها وعمليات القصف العشوائي في تدمير المنشآت والأبنية، وهناك أسباب معقولة تحمل على الاعتقاد بأنَّه تم ارتكاب جريمة الحرب المتمثلة في الهجوم على المدنيين في كثير من الحالات.

وأضاف التقرير أنَّ الحكومة السورية خرقت القانون الدولي الإنساني والقانون العرفي، وقرارات مجلس الأمن الدولي، بشكل خاص القرار رقم 2139، والقرار رقم 2042 المتعلِّق بالإفراج عن المعتقلين، والقرار رقم 2254 وكل ذلك دون أية محاسبة.

وبحسب التقرير فإنَّ عمليات القصف العشوائي غير المتناسب التي نفَّذتها قوات سوريا الديمقراطية ذات القيادة الكردية تعتبر خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، وإن جرائم القتل العشوائي ترقى إلى جرائم حرب.

وطالب التَّقرير مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرار رقم 2254 وشدَّد على ضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب.

وشدَّدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في ختام تقريرها على ضرورة قيام المنظمات الإنسانية بوضع خطط تنفيذية عاجلة بهدف تأمين مراكز إيواء كريمة للمشردين داخلياًَ، وتزويد المنشآت والآليات المشمولة بالرعاية كالمنشآت الطبية والمدارس وسيارات الإسعاف بعلامات فارقة يمكن تمييزها من مسافات بعيدة.