تعمل آليات عسكرية إسرائيلية على إنشاء وتعبيد طريق داخل الأراضي السورية، بحسب ما أفاد به مراسل عنب بلدي في محافظة القنيطرة.
ودخلت قوات من الجيش الإسرائيلي إلى داخل الأراضي السورية منذ منتصف عام 2022، بقوة عسكرية مؤلفة من ست دبابات من نوع “ميركافا” وجرافتين عسكريتين يرافقهما عدد من الجنود لمراقبة الحدود والآليات، وذلك لتشييد الطريق الجديد.
وأفاد مراسل عنب بلدي في القنيطرة، أن الآليات الإسرائيلية مستمرة بعملها في تعبيد الطريق حتى اليوم، وبلغ عمق العمل داخل الأراضي السورية كحد أدنى نحو 100 متر، بينما وصل في مناطق أخرى إلى عمق كيلومتر واحد.
وأطلق الجيش الإسرائيلي على هذا الطريق اسم “سوفا 53″، بحسب ما عاينه مراسل عنب بلدي.
كاميرا مراسلين إسرائيليين رصدت عمل هذه الآليات العسكرية داخل الأراضي السورية خلال فترات زمنية مختلفة، أحدثها في تشرين الثاني 2022، عندما نشرت قناة “كان 11” الإسرائيلية تقريرًا تضمن تسجيلات مصورة من داخل الأراضي السورية.
ولا يوجد تعليق سوري رسمي إلى الآن، على هذا التمدد الإسرائيلي. الجرافات العسكرية الإسرائيلية تتقدم المجموعات داخل الأراضي السورية لشق الطريق وجرف التربة وتمهيد الطريقة، وجرفت بعض الأراضي الزراعية لأهالي القرى الحدودية كبلدة جباتا الخشب وبلدة الحرية بريف القنيطرة الشمالي.
وعملت وحدات الجيش الإسرائيلي على منع اقتراب المزارعين إلى المنطقة خلال عمل الآليات، إذ تطلق النار بشكل يومي لإبعاد المزارعين والرعاة عن المنطقة.
قيادي سابق بفصيل “فرسان الجولان”، الذي كان يتلقى دعمًا إسرائيليًا في الجنوب السوري، قال لعنب بلدي إن إسرائيل لطالما حاولت حماية الشريط الحدودي ورصد المنطقة المحاذية لحدوها مع سوريا.
وزاد انتشار الميليشيات الإيرانية، ومن بينها “حزب الله” اللبناني، من ضرورة رصد إسرائيل للمنطقة عبر إنشاء خط أمني داخل الأراضي السورية يبدأ من سفح جبل الشيخ من غرب بلدة عين التينة أقصى شمال القنيطرة مرورًا بمحيط بلدة جباتا الخشب وصولًا إلى أقصى جنوب القنيطرة، بحسب القيادي.
هذه التحركات الأمنية تزامنت مع استهدافات متكررة وشبه يومية لأي تحركات بالقرب من الحدود الإسرائيلية- السورية.
وسبق أن دمر الجيش الإسرائيلي عدة نقاط عسكرية لقوات النظام السوري بسبب دخول أفراد من “حزب الله” وميليشيات أخرى موالية لإيران إليها، بحسب القيادي المقيم في المنطقة إلى اليوم.
وتتزامن حالة الاستنفار الأمني على الحدود، مع مناورات إسرائيلية دورية داخل الجولان المحتل يستخدم فيها المدافع والطيران والرشاشات الثقيلة، إذ تسمع أصواتها بوضوح داخل القرى والبلدات الحدودية في سوريا.
وسبق أن اخترقت وحدات من الجيش الإسرائيلي في 1 من حزيران 2022، الأراضي السورية بعمق حوالي 400 متر غربي بلدة الحرية في هضبة الجولان المحتل، وجرفت الأشجار الحرجية في حرش البلدة.
وبينما لم تعرف أسباب دخول القوات الإسرائيلية حينها، أعادت الكرّة مطلع تشرين الثاني 2022، وبدأت بإنشاء طريق من الجانب السوري محاذٍ للحدود معها.
فصائل سورية تؤمن حماية الحدود
منذ منتصف 2018 وعقب اتفاق “التسوية” الذي فرضته روسيا، وانتهى بسيطرة الأخيرة على الجنوب السوري بالكامل، رفض العديد من عناصر وقياديي فصائل المعارضة بتسليم أسلحتهم.
فصائل عديدة كانت تتلقى دعمها من إسرائيل في ريف القنيطرة الشمالي وقرى جبل الشيخ بيت جن وجنوب القنيطرة خلال سنوات سيطرة المعارضة على المنطقة من بينها “فرسان الجولان”، و”تجمع الحرمون”، إلى جانب مجموعة من الفصائل الصغيرة.
ولم يطبق اتفاق “التسوية” بالكامل على هذه المجموعات، إذ يحتفظ أفرادها بأسلحتهم، كما تمكنوا من البقاء في المنطقة العازلة بالقرب من الحدود السورية- الإسرائيلية بطلب من إسرائيل، لتأمين حماية أمنية للحدود ضد الميليشيات الموالية لإيران.
وعقب التسوية دخل بعض قادة الفصائل من القنيطرة وريفها إلى الجولان المحتل، منهم من استقر فيه ومنهم من أكمل طريقه باتجاه دول أخرى.
المصدر : عنب بلدي