بحث
بحث
انترنت

استياء إيراني من استبعادها عن محادثات تركيا وروسيا والنظام

النظام السوري استغل إيران خلال أزماته، والأخيرة أوكلت الملف السوري لأشخاص لا يتمتعون بالخبرة السياسية

أعرب سفير إيران السابق في تركيا عن استياء بلاده من إقصاء إيران عن اللقاءات ثلاثية بين روسيا وتركيا ونظام الأسد، خلال لقاء أجرته صحيفة اعتماد الفارسية.

وقال السفير “فيروز آبادي” إن إيران خارج دائرة التطورات في سوريا كلياً، وإنّ الجهود التي بذلتها القوات الإيرانية لقمع داعش وإعادة بشار الأسد الذي لم يكن له سوى قصر واحد في سوريا إلى الحكم، لم يتم استغلالها في خطة سياسية تخدم مصالح إيران.

وأضاف آبادي أنّ الحكومة الإيرانية اختارت أشخاصاً غير مناسبين للعمل في الملف السوري، ولا يملكون خبرة سياسية لأكثر من 10 أو 15 عاماً، وليس من المتوقع منهم أن يحققوا أي مكاسب سياسية لإيران، مؤكداً أنّ هذا هو سبب استبعاد إيران من الاجتماعات الأخيرة.

وقال السفير السابق إنّ أهمية المحادثات المباشرة في الوقت الحالي بين حكومة الأسد وتركيا تعود لعدة أسباب أهمها أنّ روسيا منخرطة في الحرب الأوكرانية وتحتاج إلى مزيد من السلام في سوريا حتى يكون الجنود الروس المتمركزون في سوريا أكثر راحة على هذه الجبهة، وبالتالي فإن الخلافات بين سوريا وتركيا يجب حلها وتقليل الصراعات في المنطقة.

والسبب الثاني يعود إلى العلاقة المتوترة بين تركيا وإسرائيل، مما يدفعها للبحث عن علاقات جيدة مع الدول المعادية لإسرائيل إضافة لتنشيط التجارة التركية عبر سوريا.

وتشكل الأحزاب الكردية في سوريا السبب الثالث الذي يدفع بتركيا لمصالحة نظام الأسد، على اعتبار أنّ هذا التقارب سيقلل من مخاطر الأكراد على تركيا.

وتمثل الضغوط الروسية على تركيا أحد الأسباب التي تدفعها للتقارب مع النظام السوري، إذ تريد روسيا من تركيا أنّ تكون شريكاً لحل المشاكل مع الغرب، والشروط التركية في هذا السياق تقضي حل عقد الملف السوري.

واعتبر السفير أنّ تغيير موازين القوى في سوريا لصالح بشار الأسد أدى لتغير موقف تركيا التي ضعف موقف حلفاءها العسكري في سوريا بشكل كبير، في إشارة منه لفصائل المعارضة السورية المقربة من تركيا.

وأوضح آبادي أنّ سياسة إيران الخارجية ضعيفة جداً وتتأثر بالمصطلحات العاطفية جداً كـ”الشريك الاستراتيجي” و “الحليف الإقليمي” مشيراً إلى دمشق وموسكو، وأنّ العديد من الدول استغلت إيران عاطفياً عندما كانت بحاجة لمساعدة إيرانية، وتخلت تلك البلدان عنا بمجرد تحقيقها مكاسبها.

وأضاف آبادي، يعتمد أمن سويا على وجود قواتنا والقوات الروسية، والحكومة السورية ليس لديها القدرة على التحرك بشكل مستقل من دوننا، وهي بالطبع لا تتمتع بعلاقات عميقة إلا في الجانب العسكري، لذا من الطبيعي ألا تكون هذه الأطراف الثلاثة على استعداد للتعاون مع شخص رابع إلا بوجود شركائه، ومن المثير للاهتمام أننا لم نسمع أي شكاوى من جهاز السياسة الخارجية لدينا تقول لحكومة دمشق إننا شريكك الاستراتيجي، لماذا لسنا على هذه الطاولة؟

وأشار الدبلوماسي الإيراني إلى أنّ المواقف الدفاعية لتركيا عن أمنها القومي والأزمة الاقتصادية في البلاد والانتخابات المقبلة، دفت بها لحل هذه القضايا عبر مصالحة النظام السوري، لكن الحديث عن نجاح الخطة التركية أو فشلها لا يزال باكراً، فقد تحدث مفاجآت من شأنها أن تزعج جميع الأطراف.

وأجرى وزراء الدفاع ورؤساء أجهزة الاستخبارات الروسية والتركية والسورية اجتماعاً في العاصمة الروسية موسكو في 28 من كانون الأول الفائت، ناقشوا خلاله ملف اللاجئين السوريين وفتح الطرق الدولية وملف الأحزاب الكردية، وصرح وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” أن اجتماعاً آخر سيجمع وزراء خارجية الدول الثلاثة في النصف الثاني من شهر كانون الثاني الحالي في روسيا أو في دولة أخرى لم يتم تحديدها بعد.