بدأ ضباط من أصحاب الرتب الصغيرة في الجيش السوري بتقديم طلبات التسريح من عملهم لعدم قدرتهم على تحصيل مكاسب أو حقوق، نتيجة الفساد المستشري في القطعات، واقتصار مردودهم المالي على رواتب لا تغطي نفقات عملهم.
ونقل موقع “عنب بلدي ” عن ضابط برتبة مساعد في الفرقة السابعة قوله “إن 72 طلبًا للتسريح قدمت من الضباط أصحاب الرتب الصغيرة، ما بين ملازم أول ورائد لفرع التنظيم في الفرقة وقوبلت جميع الطلبات بالرفض وفرض عقوبة سجن عشرة أيام إدارية، سجلت لكل ضابط تقدم بطلب تسريح.
وأضاف أن طلبات التسريح لم ترسل إلى إدارة القوى البشرية للبحث فيها، إنما رفضت من قبل قائد الفرقة مباشرة، علمًا أن أي تغيير لم يطرأ على حال هؤلاء الضباط، إذ لا تزال رواتبهم الشهرية لا تكفيهم أجورًا للمواصلات وثمن الطعام اليومي.
وأشار المساعد إلى أن الرتب العسكرية الصغيرة تحرم من حصص الفساد في المؤسسة العسكرية، فمخصصات المازوت والبنزين والطعام التي تسرق من الفرقة تقسم بين الضباط القادة ورؤساء الأقسام من رتب عسكرية تبدأ بالعقيد ومن يعلوه.
وذكر الموقع، أن رواتب الضباط برتبة رائد أو أقل في صفوف الجيش تبلغ حوالي 200 ألف ليرة سورية.
العمل في فترة الإجازات
وأضاف الموقع ، بأن الضباط من أصحاب الرتب الصغيرة يضطرون للعمل خلال فترة الإجازة كعمال مقابل أجور يومية لمحاولة الصمود في وجه الوضع المعيشي المتهاوي فيسوريا.
وقال ملازم أول من ملاك “الفرقة 18” للموقع، إنه يعمل في محل لبيع لحم الدجاج (مسلخ) خلال فترة إجازته، في محاولة لتأمين المال اللازم لتغطية نفقاته المعيشية.
وأضاف أنه وزملائه أيضًا يضطرون للعمل في الأعمال الحرة كعمال تحميل في سوق الهال أو في معامل البناء (مكبس) في فترات الإجازة.
انخفاض عدد الملتحقين من صف الضباط
ووفق الموقع ،يعاني جيش النظام من قلة في عدد المجندين الملتحقين في صفوفه، إذ انخفض عدد الملتحقين إلى مستويات قياسية وبلغ عدد الملتحقين من صف الضباط خلال عام 2022 حوالي 1500 شخص فقط، فيما كان في العام الماضي حوالي 11 ألف ملتحق.
وأرجع مصدر من الأركان قلة عدد الملتحقين إلى عدم تحديد مدة الخدمة العسكرية وعدم القدرة على تغطية نفقات الخدمة العسكرية، فالجند الملتحق حديثًا يحصل على 17 ألف ليرة (دولارين ونصف) كراتب خلال مدة الخدمة الإلزامية البالغة سنة ونصف، وهي لا تكفي أجور سفر لمرة واحدة بين المحافظات.
تخفيض المخصصات
وعممت وزارة الدفاع في 12 كانون الأول على وحداتها العسكرية عامة في جميع المناطق السورية قرارًا بتخفيض كمية المحروقات المخصصة للتدفئة من تسعة ليترات من المازوت إلى ثلاثة ليترات شهريًا.
وجاء في التعميم أن المصلحة العامة اقتضت بترشيد استخدام المحروقات قدر الإمكان، وبموجبه تخفض حصص الجنود الشهرية من مخصصات مازوت التدفئة.
