بحث
بحث
معضمية الشام بريف دمشق - صوت العاصمة

معضمية الشام: صراع العروش في انتخابات المجالس المحلية

صوت العاصمة – محمود صوّان

تشبيح علني وصراع على النفوذ، شهدتها مدينة “معضمية الشام” خلال انتخابات المجالس المحلية، والتي جرت في أيلول الفائت، بين مرشحين محسوبين على الفرقة الرابعة، وآخرين على المخابرات الجوية والأمن العسكري.

خلافٌ بين الجهات الأمنية والعسكرية لدى النظام السوري، على ملف إدارة المدينة، يعود لثمانِ سنوات مضت، بُعيد تطبيق الهدنة بين النظام والمعارضة في معضمية الشام عام 2014،  بين الفرقة الرابعة والمخابرات الجوية حول سيطرتهم على المعبر الوحيد للمدينة باتجاه العاصمة، والذي كان يُدر ملايين الليرات حينها.

عاشت المدينة تجربتي انتخابات في المجلس المحلي، بعد خروج فصائل المعارضة منها بموجب اتفاق مع النظام السوري، كان أولها شكلياً عام 2018، حيث تم تعيين “بسام سعدة” رئيساً للمجلس البلدي، استمراراً لمهامه التي توقفت مع سيطرة الفصائل على المدينة وإخراج كافة رموز النظام منها والثانية التي جرت في أيلول الفائت، والتي لم تنته حتى اليوم، بسبب الخلافات على المناصب بين المحسوبين على الفرقة الرابعة، وآخرين على المخابرات الجوية.

انقسم المرشحون في انتخابات المجالس المحلية، إلى فرقتين، الأولى تدعمها الفرقة الرابعة، ولجان المصالحة وميليشيا “درع العاصمة” المحلية، والتابعة للرابعة ايضاً، والثانية من الحزبيين القدامى في المدينة، والمدعومين من المخابرات الجوية.

مصادر خاصة لـ صوت العاصمة قالت إن عمليات شطب أسماء وتدخلات أمنية كبيرة جرت قبيل الانتخابات، خلال محاولات كل جهة فرض سيطرتها بالقوة، وشطب الطرف الآخر وعدم السماح له في خوض الانتخابات.

وفي مخالفة واضحة للقوانين الموضوعة من النظام السوري، فإن بعض المرشحين من طرف لجنة المصالحة والفرقة الرابعة، يحملون هويات عسكرية صادرة عن ميليشا “درع العاصمة” بصفة عناصر أو قادة مجموعات، قاموا بترشيح أنفسهم بدعم كامل من الميليشيا التي يتبعون لها.

وقالت مصادر صوت العاصمة في المدينة، إن حسن الغندور، منسق لجنة المصالحة ورئيس ميليشا درع العاصمة التابعة للفرقة الرابعة، قام بجمع الهويات الشخصية لعشرات المواطنين، والانتخاب أكثر من مرة لكل اسم وتكرار الانتخاب للاسم الواحد في اكثر من مركز حيث بلغ العدد عشرة مراكز داخل المدينة، في حين أكدت مصادر الموقع أن بعض المرشحين كانوا يقفون عند صناديق الاقتراع ويشرفون على العملية الانتخابية.

وشهدت العملية الانتخابية ايضاً استبدال بعض صناديق الاقتراع بصناديق مجهزة مسبقاً، خلال عملية نقل الصناديق من المراكز الفرعية إلى المركز الرئيسي ضمن بلدية المدينة.

وخضعت عملية فرز الأصوات إلى “مهزلة كبيرة” بحسب مصادر صوت العاصمة، حيث أشرف المرشحون بأنفسهم على عملية فرز الأصوات، بعد وقوفهم على صناديق الاقتراع خلال عملية الانتخاب.

ومع مرور شهر على انتهاء الانتخابات، لا تزال مناصب المكتب التنفيذي والمجلس المحلي شاغرة، بسبب الخلافات بين الأطراف المذكورة على تسمية أصحاب تلك المناصب.