صوت العاصمة – خاص
يعمل النظام السوري وحليفه الروسي في بلدات جنوب دمشق (يلدا، ببيلا، بيت سحم) على تطويع العشرات من ابناء المنطقة، وعناصر سابقين في صفوف المُعارضة المُسلحة ضمن ميليشيات محلية تحت مسمّى “اللجان الشعبية” تتبع حالياً لميليشيا الدفاع الوطني، مهتمها الانتشار ضمن البلدات والحفاظ على الأمن داخلها.
وأوكل النظام مهمة تطويع الشبان وقيادتهم لأشخاص كان لهم الدور الأكبر في إتمام ملف التسوية في جنوب دمشق وخروج الفصائل تحت مسمى “لجان المُصالحة”.
مصادر “صوت العاصمة” أكدت تعيين “أبو النور الخطيب” شقيق عرّاب المصالحة “صالح الخطيب” ليتولى قيادة ابناء يلدا الذين تطوعوا ضمن “اللجان الشعبية”، حيث أن معظم المنضوين تحت قيادة الخطيب كانوا سابقاً عناصر في فصائل عسكرية عاملة في البلدة.
وأكدت المصادر أن أعداد المنتسبين من بلدة يلدا وحدها وصل إلى قرابة 1500 شاب، الكثير منهم كانوا سابقاً في صفوف فصائل المُعارضة، وبعض المدنيين الذين دخلو في تلك اللجان هرباً من التجنيد الإجباري في جيش النظام خلال الوقت القريب، فيما اتخذ الخطيب من “صالة العدنان” الواقعة في شارع النخيل مقراً لقيادة تلك الميليشيا ومركزاً لتطويع الشبان.
وفي بلدة ببيلا المُجاورة، تسلّم “نصّار حماد” أحد عناصر المكتب الأمني للبلدة خلال فترة وجود المُعارضة المُسلحة فيها، وواحداً من عناصر الشيخ “أنس الطويل” أكبر عرابي المُصالحة جنوب دمشق، اتخذ مهمة تطويع الشبان ضمن اللجان المحلية، واتخذ عدة مقرات بالقرب من بلدية ببيلا وجامع الكريم لتكون مركزاً للتطويع وإقامة العناصر التابعين له.
وعُيّن “أبو سامر جعارة” أحد ابناء بلدة بيت سحم، وعضو لجنة المُصالحة فيها، مهمة تطويع الشبان في بلدته، ونشر عدة نقاط للميليشيا التي يقودها داخل بيت سحم.
ويقتصر عمل “اللجان الشعبية” في البلدات الثلاث على نشر دوريات لحفظ الأمان، وفقاً لمصادر “صوت العاصمة” تسلّم بعض العناصر القائمين على تلك الدوريات سلاحاً فردياً من قبل قيادة الميليشيات.
وقالت مصادر مُطلعة لـ “صوت العاصمة” إن معظم المنتسبين إلى تلك الميليشيات لا يزالوا مطلوبين لأجهزة المخابرات السورية، ولم يتم تسليمهم حتى الآن أوراق التسوية الخاصة بهم، حيث لا يمكنهم الخروج من وإلى دمشق نهائياً.
ولاتزال الشرطة العسكرية الروسية تنتشر في النقاط الفاصلة بين البلدات الثلاث وبلدة السيدة زينب المعقل الرئيس للميليشيات الشيعية، منعاً لأي خرق محتمل أو عمليات انتقامية من قبل تلك الميليشيات، إضافة لتسيير دوريات داخل البلدات وضمن الأسواق
وكانت ميليشيات النظام قد فرضت سيطرتها على مدن وبلدات الجنوب الدمشقي مطلع أيار الجاري، بعد اتفاق على خروج فصائل المُعارضة والرافضين لـ “التسوية والمُصالحة” نحو جرابلس وادلب، جرى خلالها إخلاء آلاف المدنيين والعسكريين على ست دفعات.