بحث
بحث
صوت العاصمة

تسرب وعجز عن تأمين المستلزمات المدرسية في مناطق النظام

بعد أسبوع من بدء العام الدراسي، تشهد المدارس في مناطق سيطرة النظام عودة وتسربا مدرسيا يرعاه التدهور الوضع الاقتصادي في البلاد، إضافة إلى عدم قدرة الأهالي على تلبية طلبات المدرسين المخالفة لقرارات وزارة التربية التابعة للنظام.

وتحدثت مصادر من العاصمة دمشق، إن مدرسين طالبوا التلاميذ بدفتر لكل مادة، وهو ما يخالف قرار وزير التربية، وقدرة الأهالي المادية على توفير كل مستلزمات أبنائهم، بحسب ما نقل موقع تلفزيون سوريا.

وأضاف الموقع، وسط كل ذلك، تسلم الطلاب كتبا مستعملة وممزقة، وفرضت إدارات المدارس عليهم دفع التعاون والنشاط منذ بداية العام الدراسي لتأمين دفاتر الطلائع، وتصوير طلاب التعليم الأساسي لتسليمهم هوية الطليعي استمراراً لسياسة النظام في أدلجة التعليم.

وبدأت المدارس في مناطق سيطرة النظام في الرابع من أيلول الحالي، ويقدّر عدد العائدين إلى مقاعد الدراسة لهذا العام بنحو 3.7 ملايين طالب وطالبة، وفقاً لصحيفة الوطن الموالية. لكن وبحسب رصد موقع تلفزيون سوريا وبسبب الوضع المعيشي والاقتصادي المتردي، امتنع عدد من الأهالي عن إرسال بعض أولادهم إلى المدرسة خصوصاً من تتجاوز أعمارهم 15 عاماً.

وذكر “فضَّل حسن” وهو عامل في ورشة تمديدات صحية، وأب لخمسة أطفال ، للموقع ، أنه  فضل أخرج ابنه الكبير من التعليم وإبقاءه معه في الورشة ليتعلم مصلحة تفيده مستقبلاً ويخفف بالمقابل مصروف المدارس كما يقول، ويضيف حسن “ابني ليس لديه الرغبة في متابعة تعليمه ونجح بصعوبة في الصف التاسع، ووضعي المادي سيئ وإلا لما كنت تركته بلا تعليم”.

كذلك قرر سهيل 51 عاماً، وهو موظف حكومي، تأجيل إرسال ابنه في الصف العاشر إلى مدرسته حتى يتمكن من إنهاء عمله أو إيجاد عمل آخر له بعد دوامه في المدرسة، إذ يعمل الولد في مطعم بدوام مسائي حتى الساعة الواحدة ليلاً .

ويرى سهيل “أنَّه لولا مساعدة ابنه له في مصروف المنزل لما تمكن من تأمين الأكل والشرب”. موضحا أن أغلب مستلزمات أبنائه للمدارس حصل عليها من تبرعات الجمعيات الخيرية.

دفتر لكل مادة
ويطالب المدرسون الطلاب بأكثر مما حدده قرار وزير التربية بالنسبة لمتطلبات الدراسة لكل طالب. وقالت نوال فتحي 44 عاما، وهي أم لثلاثة طلاب في الصف العاشر والتاسع والسادس، لموقع تلفزيون سوريا “بعد شرائي مستلزمات أولادي من الدفاتر والقرطاسية بالحد الأدنى، بدؤوا بعد يومين من دوامهم بمطالبتي بدفتر لكل مادة وعلبة هندسة لكل واحد منهم، فضلاً عن اللباس الرسمي النظامي”.

وتوضح فتحي في حديثها، أنَّ المدرسين طالبوا التلاميذ بدفتر لكل مادة، وعلبة هندسة لكل طالب، وثلاثة أقلام متنوعة على الأقل، مضيفةً أنها تحتاج في حال أرادت شراء لوزام مدرسية كاملة لأبنها الثلاثة إلى قرابة مليون ليرة.

ورغم تحديد وزير التربية في حكومة النظام دارم طباع حدا أدنى للمتطلبات الضرورية من القرطاسية المدرسية لكل طالب في كل صف من الصفوف، فإن المدرسين في مدارس النظام يطالبون الطلاب بتخصيص دفتر لكل مادة بحسب عدد من أهالي الطلاب التقاهم موقع تلفزيون سوريا.

ويبلغ الحد الأدنى المخصص من قبل تربية النظام، ثلاثة دفاتر لكل طالب في الثانوية العامة، إضافة إلى دفتر للغة الأجنبية ودفتر رسم وألوان وستة دفاتر من بينها دفاتر اللغة الأجنبية والرسم وعلبة ألوان وعلبة رسم لكل طالب من طلاب التعليم الأساسي (حلقة ثانية).

وتواجه آلاف العائلات مصيراً مشابهاً للسيدة نوال خصوصاً في ظل عدم التزام المدارس في مناطق النظام بتعميم وزارة التربية والذي حدد المتطلبات الضرورية من القرطاسية لكل طالب، فضلاً عن معاناة الأهالي من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية بنسبة تتراوح بين 50 و70% مقارنة بالعام الفائت 2021.

كتب مهترئة وممزقة
مطالبة المدرسين للطلاب بالدفاتر والقرطاسية الكاملة ليست وحدها ما أثار استياء نوال، إنما توزيع الكتب الممزقة والمحلولة على ولديها في الصف التاسع والسادس. وتقول للموقع “ابني في الصف التاسع ويجب أن تكون كتبه جديدة وليست محلولة كي يستفيد ويتعلم”.

وعليه، اضطرت نوال لشراء نسخة كتب مستعملة ولكنها بحالة جيدة لابنها في الصف التاسع بسعر مقبول، وتقول “لا يوجد حل غير شراء نسخة أخرى بسبب تسليم المدارس كتبا قديمة للطلاب”.

مصدر من تربية ريف دمشق قال للموقع إنَّ “وزارة التربية عممت شفهياً على المدارس البدء بتوزيع الكتب القديمة في أول 15 يوماً من بداية المدارس”، مضيفاً طالبا عدم ذكر اسمه، “هناك كتب مهترئة وممزقة ومحلولة ومع ذلك قامت إدارات المدارس بتسليمها للطلاب من دون أدنى شعور بالمسؤولية تجاههم”. 

هوية طليعية
ولا تنتهي معاناة الأهالي مع ارتفاع سعر الكتب واللوازم المدرسية، إنما يسعى النظام عبر سياسته التعليمية لخلق مزيد من المعاناة لذوي الطلاب عبر إجبارهم على دفع اشتراك “تعاون ونشاط”.

وتبلغ قيمة “التعاون والنشاط”، 2500 ليرة عن كل طالب تحصلها إدارات المدارس بقصد شراء دفتر الطالب الطليعي وتصوير طلاب التعليم الأساسي لتسليمهم هوية طليعي، كما قال عدد من أهالي الطلاب لموقع تلفزيون سوريا.

وتتساءل نوال في حديثها “من أين سنؤمن اشتراك النشاط والتعاون من بداية العام، ألا يكفينا ما دفعناه بالدين لتجهيز أولادنا للمدارس؟”. وترفض نوال دفع النشاط والتعاون بقيمة 5 آلاف ليرة عن ولديها في الصفين السادس والتاسع.

كما يرفض سهيل وحسن دفع اشتراكات أبنائهم للنشاط والتعاون، ويقول حسن “بشتري فيهم خبز لأولادي أحسن من كل الطلائع هي”.

ورغم سنوات الحرب وانهيار قيمة الليرة السورية ما تزال المدارس في مناطق سيطرة النظام تؤدلج التعليم وفق سياسة النظام الساعية لخلق جيل من الطلاب مندمج في إطار أيديولوجي عقائدي تحت مسمى “طلائع البعث” و”شبيبة الثورة”.

المصدر: تلفزيون سوريا