هبّ عدد من اللاجئين السوريين “القدامى” في هولندا لمساعدة نظرائهم من القادمين الجدد، في مراكز الإيواء التي أقامتها الحكومة الهولندية لاستقبال طالبي اللجوء، الذين يشكّل السوريون معظمهم وسط معاناة من ظروف “غير إنسانية”.
وفي تقرير لموقع تلفزيون “آر تي في نورد” الهولندية، تحدث عن اللاجئ السوري خلف الخلف الذي يعيش في هولندا منذ سبع سنوات، وبدأ قبل أيام بالعمل في مركز المساعدة التابع للصليب الأحمر، بجوار مركز تقديم الطلبات المكتظ في تير آبل.
وقال خلف: “أريد مساعدة الآخرين لقد تلقيت المساعدة في السنوات الماضية وقد شهد مركز تقديم طلبات اللجوء في تير آبل ازدحاماً كبيراً، وصل إلى حد نوم بعض طالبي اللجوء على الكراسي وفي حديقة المركز، حتى يحين دورهم في عملية تقديم الطلبات أو الذهاب إلى ملجأ آخر.
ويذكر خلف “يرغب الكثير من الأشخاص في معرفة متى وما هي الخطوات التالية في عملية تقديم الطلب (..) إنه السؤال الأكثر شيوعاً”، مضيفاً “يصل الناس إلى هنا في تير آبل ولا يعرفون ماذا يفعلون.. لذلك فهم سعداء جداً معنا”.
ويرى باستيان فان بلوكلاند من الصليب الأحمر أن هناك ضرورة لنقطة الخدمة: “يبدو أن هناك حاجة إلى وجود نقطة خدمة إنسانية هنا”، كما يشير إلى أن الصليب الأحمر لديه مثل هذه النقاط في جميع الأماكن التي يمر بها اللاجئون.
وأضاف “النقطة في تير آبل هي إضافة لما هو متاح هناك ونريد أيضاً أن نكون حاضرين هنا باسم الصليب الأحمر.. بهذه الطريقة يمكننا أن نقدم مساعدة إضافية بالإضافة إلى نقطة الإسعافات الأولية”، كما يقول بلوكلاند.
من جانبه هبّ الفلسطيني جواد دابابسي (51 عاماً) وزوجته السورية فاطمة نوح (43 عاماً)، لمساعدة اللاجئين أيضاً، وقاما بإعداد الطعام لهم: “هؤلاء الناس يستحقون على الأقل الضروريات الأساسية وهذا يشمل الطعام الجيد”.
وينظر الزوجان بقلق إلى الوضع السيئ في مركز تسجيل طالبي اللجوء في تير آبل، “عندما وصلنا إلى هولندا قبل سبع سنوات، تم إيواؤنا في قاعات رياضية. قد لا يكون ذلك مثالياً، لكن حصلنا على كل ما نحتاجه: سرير وحمام وطعام جيد.. ما زلنا ممتنين جداً لذلك”، بحسب ما ذكرت شبكة “إن أو إس” الهولندية.
ويريد جواد أن يحصل اللاجئون الذين ينامون الآن بالخارج على الدعم نفسه من الحكومة كما حصل هو وزوجته في ذلك الوقت، ويقول “هذا يجعلنا حزينين.. يجب أن يكون من الممكن ترتيب ملاجئ في كل بلدية، أليس كذلك؟”.
كما يحاول دابابسي وزوجته طمأنة اللاجئين، يقول: “أقول لهم أن يتحلوا بالصبر، ومن المحتمل أن يكون هناك حل قريباً”.
ويضيف أنه غالباً ما يكون الأشخاص الذين يتحدث إليهم حزينين ويائسين، “عندما يتحدثون إلينا، ألاحظ أنهم يهدؤون قليلاً.. من الجيد أن نتمكن من القيام بشيء من أجلهم”.
وتقول روز يكيما من منظمة “MiGreat”: إنه “في تير آبل كثير من الأشخاص ذوي الخلفية اللاجئة يقدمون المساعدة للاجئين الجدد، إنهم يعرفون أكثر من غيرهم ما يعنيه أن تكون تحت رحمة الحكومة والمنظمات”.
بالإضافة إلى ذلك، فهم يساعدون في الترجمة ويعطون الأمل للأشخاص الذين ينتظرون بحسب يكيما، التي أضافت: “الأشخاص الذين ليس لديهم وضع قانوني يرون مواطناً أصبح هولندياً.. وهذا غالباً ما يكون مطمئناً”.
المصدر: تلفزيون سوريا