نشر موقع المونيتور الأمريكي، تقريراً قال فيه إنه من المقرر أن يتسلم يائير لابيد رئاسة الحكومة الإسرائيلية من نفتالي بينيت الأسبوع المقبل بموجب اتفاقية معقدة بين الطرفين.
وأضاف الموقع في تقرير الذي نُشر تحت عنوان “إسرائيل تدرس خيارات مواجهة إيران في حال التوصل إلى اتفاق نووي”: “يبقى أن نرى إذا كان لابيد يعتزم الحفاظ على سياسة بينيت المتشددة والتصادمية بشأن إيران والاتفاق النووي”.
ويشير إلى أن ذلك يأتي مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في 13 تموز إلى إسرائيل في وقت تتجه فيه إسرائيل إلى انتخابات جديدة مما يتطلب كثيرًا من الدقة والحذر والحساسية.
ويتضمن جدول بايدن اجتماعات مع رئيس وزراء وصل للتو ورئيس وزراء بديل، بالإضافة إلى رئيس وزراء سابق يخطط للترشح من أجل العودة إلى المنصب. ويرى الكاتب أنه حقل ألغام سياسي لـبايدن وطاقمه، وفقاً لما ترجمته صحيفة “القدس العربي“.
يبقى أن نرى إذا كان لابيد يعتزم الحفاظ على سياسة بينيت المتشددة والتصادمية بشأن إيران والاتفاق النووي
وبحسبه يتخوف رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو من أن الرئيس الديمقراطي الذي شغل منصب نائب الرئيس في عهد باراك أوباما يتطلع إلى تخريب آفاقه الانتخابية حيث إن الديمقراطيين يكرهون نتنياهو بعمق، ومن المتوقع أن يحاول خصومه الاستفادة من هذا العداء وصداقتهم الدافئة مع بايدن.
ويقول الكاتب: كانت القضية الفلسطينية في طور السبات إلى حد كبير منذ أن قبل البيت الأبيض على مضض القيود العميقة على الحكومة الائتلافية التي تقود إسرائيل منذ حزيران 2021.
لكن هذه الحكومة ـ حسب الكاتب ـ ستتغير بحلول الوقت الذي يصل فيه بايدن ولن يكون هناك المزيد من القلق بشأن استمراريتها، لذلك قد يتوقع بايدن أن يقدم لابيد تنازلات أكثر أهمية للسلطة الفلسطينية وربما حتى تحركات دبلوماسية ملموسة.
وبرأيه من المحتمل أن يعالج لابيد مثل هذه الطلبات بأسلوب دبلوماسي، ويطلب من الرئيس تأجيل جميع المبادرات والأفكار الجديدة إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، ربما في أوائل تشرين الثاني.
ويرأس لابيد كتلة يسار-الوسط على الخريطة السياسية لإسرائيل، وإذا اتخذ موقفًا في صالح المحادثات مع الفلسطينيين فلا يرجح أن يلحق هذا به أضرارًا كبيرة. ولكن إذا أراد الفوز، فإن على “لابيد” أن يحشد مقعدين أو 3 مقاعد على الأقل من اليمين المعتدل.
ويأتي تداول رئاسة الحكومة بين بينيت ولابيد في وقت حساس، حيث تستأنف القوى العالمية جهودها للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران بشأن برنامجها النووي، وهناك انقسام بين وكالات الدفاع في إسرائيل بصدد هذا الشأن.
ترى شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية (رئيسها الحالي “أهارون هاليفا” وسلفه “تامير هيمان”) أن الاتفاق النووي سيكون الأفضل بين الخيارات السيئة في ظل الظروف الحالية. لكن الموساد تحت قيادة مديره “ديفيد بارنيا” يحمل وجهة نظر معاكسة.
أما وزير الدفاع بيني غانتس فتجنب اتخاذ موقف علنًا، ولكن من المعروف أنه أقرب إلى الموساد ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي “أفيف كوخافي” في هذا الشأن.
وكان بينيت يعارض بشدة أي اتفاق وقام بتغييرات استراتيجية على سياسات إسرائيل تجاه إيران على مدار العام الماضي. فهل يتخذ “لابيد” نفس الموقف أم أنه سيغير المسار؟
يتخوف نتنياهو من أن الرئيس الديمقراطي الذي شغل منصب نائب الرئيس في عهد أوباما يتطلع إلى تخريب آفاقه الانتخابية حيث إن الديمقراطيين يكرهون نتنياهو بعمق
وتقول تقارير إن لابيد وافق على ترك ملف إيران في يد بينيت بعد تبادلهما للأدوار، ولكن بغض النظر عن هذه التفاهمات فإن الرجل الذي سيكون على رأس إسرائيل الفترة المقبلة هو لابيد.
من غير المرجح أن تؤدي قيادة لابيد إلى تغيير في السياسة الإسرائيلية بشأن اتفاقية إيران. ففي الأسبوع الماضي، أوضح لابيد وجهات نظره ردا على رسالة من ممثل السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أبلغه فيها أن الاتحاد متجه إلى طهران لمحاولة إحياء المفاوضات النووية.
وبحسب التقارير، فقد رد لابيد بغضب وأخبر بوريل أن استئناف المفاوضات “خطأ استراتيجي” لأن إيران مهتمة فقط باللعب لكسب الوقت.
كما أن هناك مؤشرًا آخر في المذكرة المشتركة الصادرة عن لابيد وبينيت في 18 آذار والتي تحث إدارة بايدن على عدم إزالة الحرس الثوري من القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية، فيما يشير إلى عقلية لابيد. ويشار إلى أن غانتس رفض المشاركة في المذكرة.
وفي حين أن وجهات نظر لابيد أقرب إلى بينيت من آراء غانتس والاستخبارات العسكرية، فإنه يميل لإرضاء الآخرين أكثر من ميله للتحدي، وخاصة في علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة.
وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي رفيع لموقع “مونيتور” شريطة عدم الكشف عن هويته: “السؤال الحقيقي هو ما إذا كان بايدن يمكنه طمأنة لابيد بشأن اتفاقية إيران وأن يقدم ضمانات أمريكية كافية لإقناع لابيد بتقليل الضغط”.
وبحسب الكاتب يأمل شركاء غانتس (الذين قد يتنافسون مع لابيد على أصوات مؤيدي يسار-الوسط) أن يتحول لابيد نحو آراء مرشحهم حول إيران.
وقال مصدر كبير في معسكر غانتس: “إذا اختار الأمريكيون إبرام اتفاق، فسوف ينجزون ذلك الاتفاق معنا أو بدوننا. وبدلاً من نهج كل شيء أو لا شيء يجب على إسرائيل السعي لتحقيق تفاهمات استراتيجية عميقة مع الأمريكيين جنبا إلى جنب مع حزمة تعويض ضخمة”.
ويخلص الكاتب إلى أنه بالنظر إلى شخصية لابيد، وآرائه الوسطية وفهمه العميق لأهمية العلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة باعتبارها الأساس للأمن القومي الإسرائيلي، فإن جميع العوامل تشير إلى أن الأمريكيين سيجدون أنه من الأسهل التعامل مع لابيد فيما يتعلق باتفاقية إيران مما لو كان بينيت في المنصب.