سلّطت صحيفة الشرق الأوسط في تقرير أمس، الضوء على ما أسمتها “المفارقة الفاقعة” في سوريا، بين ما تسمح به رقابة التلفزيون الرسمي في الدراما وما تمنعه وزارات النظام (الاتصالات والداخلية) في وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ مسلسل “كسر عظم”، تناول الفساد المستشري بالنظام، وحاول تشريح المؤسسة العسكرية، وآلية الفساد فيها منوّهةً إلى مشهد اغتيال الضابط طلال الذي بدا في صورة قريبة لقائد الحرس الثوري الإيراني كما أن مقتله كان في عملية تحاكي اغتيال الأخير.
وذكرت الصحيفة أنّ “أكثر ما يثير الدهشة في الموسم الرمضاني الحالي، الجرأة الكبيرة التي أظهرتها أعمال درامية سورية عدة في تجاوز الخطوط الحمراء السياسية والاجتماعية، بالتزامن مع تشديد عقوبات جرائم النشر الإلكتروني الذي يمنع انتقاد الموظفين الحكوميين والفاسدين في وسائل التواصل الاجتماعي”.
ونقلت الشرق الأوسط عن صحافي محلي قوله، إنّ “الجرأة في الدراما السورية ومقاربة الفساد وانتقاد السلطات ليس جديداً، بل هو الذي صنع للدراما السورية النجاح في السنوات التي سبقت الحرب”.
وأوضح الصحافي أنّ “الجديد هو السماح بتجاوز الخطوط الحمراء للدراما بعد صدور قوانين تحظر على السوريين التنفس عبر حساباتهم الشخصية في السوشيال ميديا!”.
وتابع “قبل الحرب، كان يبرر الخطوط الحمر، بالعائدات المالية الضخمة للدراما، فيسمح لها بما يمنعه على غيرها، لكن اليوم، فإن رسالة الأجهزة الأمنية للسوريين واضحة، وهي احتكار النظام لحق الانتقاد، هو النظام والمعارضة معاً والسوريون جمهور متلق فقط”.
وبحسب الصحفي فإنّ مشاهد الأعمال الدرامية حاليا تتضمن لائحة جرائم يعاقب عليها قانون الإعلام والنشر والسياسية بدءا من وهن عزيمة الأمة، والنيل من هيبة الدولة، والتعرّض للمؤسسات التعليمية والعسكرية والأمنية والجمارك، وهو ما يودي بصاحبها إلى المجهول.
ويقدّم المسلسل صورة “حالكة السواد” عن السكن الجامعي الذي تشرف عليه منظمة طلابية تابعة لحزب البعث، بحسب العَلم المعلق في مكتب المشرف عن السكن الجامعي، هو ماخور أو بيت دعارة يتم فيه تقديم الطالبات للمسؤولين الفاسدين وترتكب فيه جرائم القتل بدم بارد.
فالدعارة، حسب المسلسل، نشاط هامشي في منظومة الفساد، لكنه يربط بين حلقاتها التسلسلية من القاعدة إلى الرأس، المتمثل برأس النظام الذي يحضر دائماً في خلفية المشاهد، من خلال بوستر “سوريا الأسد” الشهير المؤلف من صورة الرئيس مطبوعة على كامل الخريطة السورية وتحتها عبارة “سوريا الأسد”.