بحث
بحث
حركة شرائية في أسواق دوما بريف دمشق ـ صوت العاصمة

اجتماعات سرّية لإدارة الملف الاقتصادي.. كيف أثّرت الحرب الأوكرانية على سوريا؟

معلومات حصرية حول مجريات اجتماعات “حكومية” سرّية لإدارة البلاد في الفترة الراهنة

عقدت حكومة النظام، خلال الفترة القصيرة الماضية، سلسلة اجتماعات سرّية، حضر أحدها رأس النظام “بشار الأسد”، وأخرى بحضور مجموعة من الوزراء ومدراء المؤسسات “الحكومية”، مع اللجنة الاقتصادية المكلّفة بإدارة البلاد اقتصادياً خلال فترة الحرب الروسية على أوكرانيا.

زيارة شويغو إلى دمشق.. “بداية التخبط”:
كشفت مصادر خاصة لـ “صوت العاصمة”، عن سلسلة اجتماعات “حكومية” أجريت عقب زيارة وزير الدفاع الروسي “سيرغي شويغو” إلى دمشق، ولقاء رأس النظام “بشار الأسد”،  قبل أيام على بداية الحرب الروسية على أوكرانيا.

وقالت المصادر إن “بشار الأسد” عقد اجتماعاً مع كبار المستشارين في القصر الجمهوري، وعلى رأسهم الخبراء والمستشارين الاقتصاديين، وجّه خلاله تعليمات بعقد اجتماعات “مكثّفة” بين اللجان الاقتصادية وكبار مسؤولي النظام.

وأضافت المصادر أن مستشاري “الأسد” عقدوا سلسلة اجتماعات “حكومية” اقتصادية، جرت على مرحلتين، الأولى “مصغّرة” وُضع خلالها خطة لتخفيض النفقات وتقنين استخدام المشتقات النفطية، ووضع ضوابط لتدفق المواد الغذائية في الأسواق، على أن تكون مدّة تنفيذ هذه المرحلة ثلاثة أشهر من تاريخ الاجتماع.

وأشارت المصادر إلى أن المرحلة الثانية تمثّلت باجتماع “حكومي” موسّع، ضم العديد من الوزراء ومدراء المؤسسات، وعُرضت خلالها خطة للعمل خلال الفترة المقبلة، موضحة أن جزءاً منها نُشر عبر وسائل الإعلام الرسمية، والجزء الأكبر ما زال سرياً حتى الآن.

مناشدات للتجار واستنزاف للأموال الخاصّة:
توجّه الفريق الاقتصادي المُكلّف بإدارة الملف الاقتصادي خلال فترة الحرب على أوكرانيا، نحو التجار والصناعيين في كافة المحافظات السورية، ودعاهم لـ “الوقوف إلى جانب الحكومة” في الفترة الراهنة، وفقاً للمصادر.

وبيّنت المصادر أن الفريق الاقتصادي دعا أكثر من 600 تاجراً وصناعياً لحضور الاجتماع بالعاصمة دمشق، مؤكّدة أن عدد الحضور لم يتجاوز الـ 100 شخصاً فقط، معظمهم من تجار دمشق وحلب.

وأوضحت المصادر أن غالبية التجار والصناعيين المدعوين، اعتذروا عن حضور الاجتماع بسبب الموعد المفاجئ، فيما اعتذر آخرون من المتواجدين خارج سوريا.

وأكّدت المصادر أن الفريق الاقتصادي عقد اجتماع مع المدعوين الحاضرين، استمر لأكثر من 4 ساعات، لافتة إلى أنه انتهى دون التوصل لاتفاق بين الطرفين.

وبحسب المصادر فإن الفريق الاقتصادي طالب التجار بضخ مواد غذائية بسعر التكلفة، واستيراد مواد متنوعة بكميات أكبر خلال شهر رمضان، موضحة أن الكثير من التجار تحفّظوا على الطرح “الحكومي”، معتبرين مطالب الفريق الاقتصادي “استنزاف للأموال الخاصة”.

خطط فاشلة وانهيار معيشي:
تشهد مختلف المحافظات السورية، تردياً بالأوضاع الاقتصادية، هو الأكبر من نوعه، ولم تصل إليه البلاد في فترة المعارك التي كانت تدور في عموم سوريا.

اختفت عشرات المواد الأساسية من الأسواق السورية مع بداية الحرب على أوكرانيا، كالزيت والسمن والبقوليات، والعديد من أنواع الأرز والبهارات، إضافة للشاي والقهوة والبيض، ما تسبب بارتفاع كبير لأسعارها.

وتراوحت نسبة ارتفاع أسعار المواد الغذائية، بين 30 إلى 50%، ومنها بنسبة 100%، تزامناً مع ارتفاع أسعار الخضار والفواكه لأسعار غير مسبوقة، فيما ارتفعت نسبة اللحوم الحمراء والبيضاء لنسبة قاربت الضعف.

وحذّرت مصادر مطلعة لـ “صوت العاصمة”، من انخفاض مخزون القمح في سوريا، مرجعة ذلك لعدة عوامل، أبرزها توقف التوريدات من أوكرانيا، وتعثر توريدات القمح من “الهند”، بعد أيام على إعلان صفقة لاستيراد 200 ألف طن من القمح.

وأكّدت المصادر أن شحنة القمح التي وصلت من روسيا مؤخراً، لا تكفي لأكثر من ثلاثة أشهر فقط، إذا ما تم دمجها مع الكميات التي اشترتها حكومة النظام من السوق المحلية خلال الموسم الماضي.

المصدر: صوت العاصمة
الكاتب: فريق التحرير