نشرت صحيفة “زود دويتشه تسايتونغ” الألمانية، أمس الأحد 20 شباط، وثائق مسرّبة من بنك “كريدي سويس”، ثاني أكبر البنوك السويسرية، كشفت فيها عن حسابات بأموال “طائلة” لنائب الرئيس السوري السابق “عبد الحليم خدام” و”محمد مخلوف” والد رجل الأعمال “رامي مخلوف” وخال رأس النظام “بشار الأسد”.
وقالت الصحيفة إن التحقيق الذي أعدّته بالشراكة مع منظمة تعقب الفساد المنظم والجريمة العابرة للحدود “OCCRP“، كشف تفاصيل حسابات أكثر من ثلاثين ألف عميل من بلدان مختلفة، بينهم سياسيين فاسدين ومجرمين وجواسيس وديكتاتوريين وشخصيات مشبوهة أخرى.
وبيّنت التسريبات السويسرية أن خمسة رؤساء دول وحكومات سابقين أو حاليين من العالم العربي يمتلكون حسابات في “بنك سويس كريدي”، كما تضمنت رؤساء تجسس وآخرين مرتبطين بوكالات المخابرات من اليمن والأردن والعراق ومصر وسوريا، وقد كانت بعض الحسابات مرتبطة بشخصيات أعمال بارزة متهمة بالعمل كواجهة للأنظمة العربية.
وأوضحت الصحيفة أن نائب الرئيس السوري السابق “عبد الحليم خدام” تمكن من جمع عشرات الملايين من الدولارات من النقد وأسهم الشركات والقصور الفخمة، على مدى السنوات التي كان فيها حسابه في “كريدي سويس” مفتوحاً، معتبرة أنها “ثروة مذهلة لموظف عمومي مدى الحياة”.
وأكّدت الصحيفة أن خدام فتح حساباً في بنك “كريدي سويس” بالاشتراك مع زوجته وأبنائه الثلاثة عندما كان في منصبه عام 1994، ووصل المبلغ المودع فيه إلى 90 مليون فرنك سويسري في أيلول 2003، أي ما يُقارب 102 دولاراً أمريكياً.
ونقلت منظمة مكافحة الفساد والجريمة المنظمة عن مسؤول سوري سابق رفيع المستوى، قوله إن خدام كان يعيش “حياة أسطورية”، موضحاً أنه تلقى مبالغ مالية طائلة من “رفيق الحريري” مقابل دعم ترشحه الناجح لرئاسة وزراء لبنان عام 1992.
وبدأ مسؤولون في النظام السوري، بتسريب تفاصيل تعاملات “خدام” السابقة، بعد انشقاقه عن النظام أواخر عام 2005، كشفوا فيها عن تقاضيه مبلغ “500 مليون دولار أمريكي” من رفيق الحرير على مدى عقدين، بعضها شكل منازل ويخوت وأموال في حسابات مصرفية فرنسية ولبنانية وسويسرية، إضافة لتلقي رشاوى في الثمانينيات للسماح فرنسا وألمانيا بدفن النفايات المشعة في البادية السورية.
وكان خال رأس النظام السوري “محمد مخلوف” من بين بين العملاء الذين سربت حساباتهم، دون الإشارة إلى حجم الأموال المودعة في حسابه.
وقال الباحث في المنتدى المدني لمجموعة الدعوة لاسترداد الأصول “جاكسون أولدفيلد” إن التصور القائل بأن سويسرا كانت ملاذاً آمناً لإخفاء الثروة بطريقة توفر مستويات عالية من السرية جعلها وجهة جذابة للعديد من الأفراد.
وأضاف أولدفيلد في حديثه لـ OCCRP”” أن سويسرا ودولا أوروبية أخرى كان يُنظر إليها أيضاً على أنها مستقرة، “بمعنى أن هذه الأموال لن تختفي بسبب تقلبات العملة، بسبب الحكومات غير المستقرة في المستقبل”.