أعرب المندوب الفرنسي الدائم لدى الأمم المتحدة نيكولا دو ريفيير، عن تشاؤمه من إحراز تقدّم في العملية السياسية السورية، واصفاً مباحثات اللجنة الدستورية في قصر الأمم المتحدة بجنيف بأنّها صارت “مجرد مزحة”، وسط تعنّت النظام السوري وعرّابيه.
وقال المسؤول الفرنسي في حوار نشرته صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم الأحد 20 شباط، “لا نرى تقدماً كبيراً في سوريا، سواء على المسار السياسي أو المسار الكيماوي أو حتى على صعيد وصول المساعدات الإنسانية”.
وأضاف: “سنواصل الدفع، نتوقع حقاً أن تقوم روسيا بالمزيد لممارسة المزيد من الضغط على النظام السوري للتعاون لأنه في النهاية لا يمكننا الاستمرار في تقديم الإغاثة الإنسانية إلى الأبد”.
وشدّد المسؤول الفرنسي على ضرورة “وجود صفقة سياسية وتقاسم السلطة، للتأكد من وجود درجة معقولة من المصالحة بين السوريين المعتدلين، حتى نتمكن من الانتقال إلى المرحلة التالية. لكننا لسنا هناك. صارت (اللجنة) الدستورية والعملية السياسية في جنيف مجرد مزحة”.
وأشار دو ريفيير إلى أنّ العملية السياسية في طريق مسدود، وقال نحن ندعم المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسون ونهج “خطوة مقابل خطوة”، مضيفاً: “إذا كان الأسد وعرابوه الروس والإيرانيون يؤمنون بنسبة 100 في المائة من النصر العسكري والاستسلام التام للطرف الآخر، فهم مخطئون”.
ورأى المسؤول الفرنسي أن هناك “استعداد مع العديد من أصحاب المصلحة للانتقال إلى المرحلة التالية، لكنّ النظام متعنّت تماماً (..) إنّه أمر محبط..”.
وانتهت آخر جولات اللجنة الدستورية السورية في جنيف خلال تشرين الأول العام الماضي “بخيبة أمل كبرى“، على حدّ تعبير بيدرسون.
ويحمّل وفد المعارضة المشارك في اجتماعات الدستورية وفد النظام مسؤولية فشل الجولات، فيما يتّهم الأخير الوفد المعارض بالتعطيل.
ومنذ إطلاقها قبل عامين، لم تحرز الدستورية أي تقدم حتى الآن، حسبما أعلن بيدرسون في إحاطة سابقة أمام مجلس الأمن الدولي.
وقبل أيام زار بيدرسون دمشق حيث التقى بوزير خارجية النظام فيصل المقداد لبحث عقد الجولة السابعة من الدستورية، ومناقشة “خطوة مقابل خطوة”، حسبما ذكرت وسائل إعلام النظام.
ويأتي الحديث عن الملف السياسي وفشله في حين تتفاقم الأزمات المعيشية والأمنية في مناطق سيطرة النظام، الذي يحمّل الغرب والولايات المتحدة مسؤولية ما يجري في مناطق سيطرته شبه الخالية من الخدمات الأساسية.