صوت العاصمة – خاص
أكدت مصادر خاصة لـ صوت العاصمة أن قرابة 4 آلاف شاب من أبناء الغوطة الشرقية تطوعوا لدى ميليشيات موالية مختلفة منذ خروج فصائل المعارضة المُسلحة نحو شمال سوريا وسيطرة النظام وميليشياته على مدن وبلدات الغوطة.
وذكر المصدر أن النسبة الكبرى من المتطوعين انضموا إلى لواء القدس الفلسطيني، إحدى الميليشيات التي شاركت في معارك الغوطة الشرقية وانتقلت إلى معارك جنوب دمشق مؤخراً.
وأكد المصدر أن تطوع آلاف الشبان من أبناء الغوطة الشرقية يأتي تجنباً للمضايقات الأمنية وليتمكنوا من الخروج من الحصار المفروض عليهم داخل الغوطة وفي مراكز الإيواء، حيث أن النظام لم يسمح لليوم لأي مدني بالخروج من الغوطة الشرقية، فضلاً عن احتجاز آلاف الشبان في مراكز الإيواء المؤقت منذ أكثر من شهر في انتظار التسويات الأمنية والسماح لهم بالخروج.
وأضاف المصدر أن عشرات الشبان من أبناء الغوطة تطوعوا في ميليشيا “النمر” التي يقودها العميد “سهيل الحسن” والتي تنتشر أيضاً بريف دمشق في الوقت الحالي.
وأشار المصدر أن بعض الشبان قرر الذهاب إلى الجيش النظامي وعدم الانتظار فترة الستة أشهر الممنوحة من قبل النظام على غرار ما جرى في كافة مناطق “المصالحات”
وقال مراسل “صوت العاصمة” في حي برزة، أن عناصر من أبناء الغوطة الشرقية تطوعوا في ميليشيات تابعة للحرس الجمهوري تم نقلهم خلال الأسبوع الماضي إلى نقاط تثبيت خلفية على محاور القتال مع تنظيم داعش جنوب العاصمة دمشق.
وأكد شاب يقيم حتى اليوم في مركز إيواء حرجلة خلال حديث مع مراسل “صوت العاصمة” أن النظام يقدم الوعود يومياً بعودتهم القريبة إلى الغوطة الشرقية وسط أوضاع إنسانية متردية داخل المراكز وظروف معيشية صعبة، تدفع الشبان إلى التطوع في الميليشيات مقابل الخروج من تلك المراكز والالتقاء بذويهم الذين خرجوا قبلهم نحو دمشق.
وأشار الشاب أن الأمر لا يخلو من عمليات تجنيد إجباري تجري داخل الغوطة الشرقية وفي مراكز الإيواء، لكن نسبة المتطوعين بشكل إرادي كبيرة جداً قياساً بالتجنيد الإجباري الذي يجري.
ويُحاول بعض شبان الغوطة الشرقية الذين كانوا سابقاً يعملون مع فصائل المعارضة المُسلحة إخراج سلاحهم المدفون من الغوطة للإتجار به في دمشق، لكن مخابرات النظام أقدمت على اعتقال 15 شاب منهم على الأقل خلال الأسبوعين الماضيين بتهمة حيازة سلاح غير مرخص تم إخراجه من الغوطة. عمليات الاعتقال جرت في التل وركن الدين وبرزة من قبل الأمن السياسي.
وكسائر مناطق المصالحات قدمّت الميليشيات الموالية للنظام مُغريات مادية للشبان من أجل جرّهم إلى الانضمام والتطوع خاصة مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في المناطق التي كانت محاصرة لسنوات، فقد بلغ راتب المتطوع في ميليشيا لواء القدس من أبناء الغوطة قرابة 100 ألف ليرة سورية، فيما كان نصيب المتطوع في ميليشيا النمر 150 ألف شهرياً، فضلاً عن مهمة من المخابرات الجوية تحميه من الحواجز والشرطة العسكرية، وفقاً لمصادر خاصة لـ “صوت العاصمة”
وشهدت مناطق المُصالحات تطوع آلاف الشبان منذ أن بدأ التهجير القسري في ريف دمشق أواخر عام 2016، فيما فضل القسم الاكبر من أبناء تلك المناطق الخروج إلى الشمال السوري وعدم البقاء خوفاً من اعتقال أو تجنيد إجباري.
وكان النظام السوري قد سيطر على كامل الغوطة الشرقية بعد اتفاق مع فصيلي جيش الإسلام وفيلق الرحمن انتهى بخروجهم نحو شمال سوريا ودخول ميليشيات النظام نهاية آذار المنصرم.