بحث
بحث
صورة تعبيرية ـ إنترنت

السجن 23 عاماً لمترجمة عسكرية أمريكية سرّبت معلومات لـ “حزب الله”

زوّدت الحزب بهويات 10 أشخاص على الأقل، من المخبرين السريين الذين ساعدوا الولايات المتحدة على استهداف قاسم سليماني

أصدرت السلطات الأمريكية، حكماً بالسجن لمدة 23 عاماً، على مترجمة عسكرية أمريكية، من أصول لبنانية، عملت على تسريب معلومات سرية تكشف مصادر استخبارية أميركية لحزب الله اللبناني.

وقالت مجلة “فوربس” الأمريكية، إن وثائق المحكمة أكّدت تواصل المترجمة “مريم طه طومسون” مع أحد عناصر حزب الله، باستخدام محادثات الفيديو على تطبيق مراسلة نصية وصوتية آمنة، قبل أن تُصبح علاقتها به “رومانسية”.

وأضافت المجلة أن “طومسون” البالغة من العمر 63 عاماً، اعترفت بارتكابها جريمة “تقديم معلومات أمنية لمساعدة حكومة أجنبية” خلال فترة عملها كمترجمة مع الجيش الأميركي خلال الفترة ما بين عامي 2006 و2020.

وبحسب المجلة فإن المدعين قالوا أن “طومسون” استخدمت تصريحها السري “لتمرير أسماء أصول المخابرات الأميركية إلى المواطن اللبناني التي كانت لديها علاقة به، والذي يعتقد أنه شارك المعلومات مع حزب الله” المصنّف على أنه منظمة إرهابية أجنبية منذ عام 1997.

من هي مريم طه طومسون؟
“مريم طه طومسون” مواطنة لبنانية أمريكية تبلغ من العمر 61 عاماً، خدمت كمقاول في وزارة الدفاع الأمريكية للتعدين، ومترجمة الاستخبارات باللغة العربية، وحصلت على الجنسية الأمريكية بعد زواجها من مواطن أمريكي.

وقبضت الاستخبارات الأمريكية على طومسون في 27 شباط 2020 أثناء خدمتها في قاعدة استخبارية تابعة للجيش الأمريكي في اربيل العراق، بعد قرابة الشهرين من إغرائها بـ “علاقة رومانسية”، لنقل وثائق “سرية للغاية” إلى عميل لبناني في ميليشيا حزب الله.

جُنّدت بعلاقة “رومانسية”:
أجرت مدونة Intelli Times  تحقيقاً يكشف الطريقة التي جنَّد فيها حزب الله مترجمة أميركية من أصل لبناني، تخدم بالمخابرات الخاصة للعمليات العسكرية للجيش الأمريكي في العراق وسوريا، وكيفية ارتباطها بالتحقيق في اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني “قاسم سليماني”.

وقالت المدونة أن المرفق يركز على إحباط محاولات المحور الشيعي لضرب القوات الأمريكية في العراق وسوريا، وأن عملية “طومسون” بدأت كنقطة علام لحزب الله داخل حرم وزارة المخابرات الدفاعية الأمريكية في العراق في 30 كانون الأول 2019 واستمرت حتى 10 شباط 2020.

تمكنت “طومسون” من الوصول إلى التصنيف “السري للغاية” لتقارير عبارة عن 57 ملف متعلق بـ 8 مصادر للاستخبارات البشرية، بما فيها من أسماء وصور فوتوغرافية ومعلومات أخرى عن الهوية، بالإضافة إلى بيانات الخلفية والبرقيات التي تفصل المعلومات التي قدمتها المصادر عن إيران وعملياتها في سوريا والعراق.

وبيَّنت المدونة أن استغلال الجاسوسة اللبنانية، تم عبر إقامة علاقة رومانسية بينها وبين محدد الموقع والمشغل، ليتم الاستفادة منها ضمن التعاون الاستخباراتي القائم بين “فيلق القدس” الإيراني، ووحدة العمليات الخارجية لحزب الله، بهدف كشف المعلومات التي حصل عليها الأمريكيون حول الأنشطة السرية لفيلق القدس وشركائه الشيعة في العراق وسوريا ولبنان.

عندما اتخذت “طومسون” قرارها بالعمل لصالح حزب الله، كانت هناك عدة حوادث أخلت بشكل كبير بأنظمة المخابرات المضادة الإيرانية، تزامنت مع استهداف خمسة مواقع لحزب الله في العراق ثلاثة في العراق واثنان في سوريا، في 29 كانون الأول، كانت إيران تستخدم بعضها للتخطيط لسلسلة من هجمات التحالف، كما استهدفت في اليوم التالي “أبو علي الحزالي” أحد كبار أعضاء كتائب حزب الله الذي شارك في التنسيق العملياتي بين الميليشيات الشيعية وفيلق القدس الإيراني وحزب الله.

السلطات الإيرانية أصدرت تعليمات بابتزاز الجاسوسة التي استطاعت تقديم معلومات حديثة حول كل شيء معروف عن “الأصول البشرية” التي تديرها الولايات المتحدة في سوريا والعراق، بالتزامن مع عمل الولايات المتحدة على جمع معلومات استخبارية لمواجهة التهديدات الشيعية.

ما علاقة اغتيال “قاسم سليماني”؟
قدّمت “طومسون” معلومات حول خطة اغتيال الجنرال الإيراني “قاسم سليماني”، إلا أنها معلوماتها الأولية وصلت “متأخرة”، حيث استطاعت طائرة أمريكية من استهدافه بصاروخين بعد دقائق على رصد طائرته القادمة من دمشق، قتلت فيهما قائد فيلق القدس الإيراني “قاسم سليماني” وقائد كتيبة حزب الله “أبو مهدي المهندس”.

وعُثر في غرفة الجاسوسة على ملاحظة مكتوبة بخط اليد باللغة العربية، مخبأة تحت السرير، وتحتوي على معلومات سرية تُحدد ثلاثة مصادر بالاسم، كما تضمنت المذكرة أيضاً تحذيراً لحزب الله بشأن هدف يراقبه البنتاغون وهو على علاقة متينة بالحزب.

وبحسب وزارة العدل الأمريكية، فإن طومسون زوّدت شريكها بهويات 10 أشخاص على الأقل، من المخبرين السريين الذين ساعدوا الولايات المتحدة على استهداف قاسم سليماني.

وزوّدت طومسون شريكها أيضاً، بـ 20 هدف أمريكي على الأقل، إضافة لتكتيكات وتقنيات وإجراءات متعددة، وفقاً للوزارة.