بحث
بحث
حزب الله جنَّد مترجمة في قاعدة استخبارية أمريكية في إربيل

بعلاقة رومانسية.. حزب الله جنَّد مترجمة في قاعدة استخبارية أمريكية في إربيل

أجرت مدونة Intelli Times تحقيقاً يكشف الطريقة التي جنَّد فيها حزب الله مترجمة أميركية من أصل لبناني، تخدم بالمخابرات الخاصة للعمليات العسكرية للجيش الأمريكي في العراق وسوريا، وكيفية ارتباطها بالتحقيق في اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني “قاسم سليماني”.

“مريم طه طومسون” مواطنة لبنانية أمريكية تبلغ من العمر 61 عاماً، خدمت كمقاول في وزارة الدفاع الأمريكية للتعدين، ومترجمة الاستخبارات باللغة العربية، وحصلت على الجنسية الأمريكية بعد زواجها من مواطن أمريكي، قبضت عليها الاستخبارات الأمريكية في 27 شباط 2020 أثناء خدمتها في قاعدة استخبارية تابعة للجيش الأمريكي في اربيل العراق، بعد قرابة الشهرين من إغرائها بـ “علاقة رومانسية”، لنقل وثائق “سرية للغاية” إلى عميل لبناني في ميليشيا حزب الله.

وقالت المدونة أن المرفق يركز على إحباط محاولات المحور الشيعي لضرب القوات الأمريكية في العراق وسوريا، وأن عملية “طومسون” بدأت كنقطة علام لحزب الله داخل حرم وزارة المخابرات الدفاعية الأمريكية في العراق في 30 كانون الأول 2019 واستمرت حتى 10 شباط 2020.

تمكنت “طومسون” من الوصول إلى التصنيف “السري للغاية” لتقارير عبارة عن 57 ملف متعلق بـ 8 مصادر للاستخبارات البشرية، بما فيها من أسماء وصور فوتوغرافية ومعلومات أخرى عن الهوية، بالإضافة إلى بيانات الخلفية والبرقيات التي تفصل المعلومات التي قدمتها المصادر عن إيران وعملياتها في سوريا والعراق.

وبيَّنت المدونة أن استغلال الجاسوسة اللبنانية، تم عبر إقامة علاقة رومانسية بينها وبين محدد الموقع والمشغل، ليتم الاستفادة منها ضمن التعاون الاستخباراتي القائم بين “فيلق القدس” الإيراني، ووحدة العمليات الخارجية لحزب الله، بهدف كشف المعلومات التي حصل عليها الأمريكيون حول الأنشطة السرية لفيلق القدس وشركائه الشيعة في العراق وسوريا ولبنان.

عندما اتخذت “طومسون” قرارها بالعمل لصالح حزب الله، كانت هناك عدة حوادث أخلت بشكل كبير بأنظمة المخابرات المضادة الإيرانية، تزامنت مع استهداف خمسة مواقع لحزب الله في العراق ثلاثة في العراق واثنان في سوريا، في 29 كانون الأول، كانت إيران تستخدم بعضها للتخطيط لسلسلة من هجمات التحالف، كما استهدفت في اليوم التالي “أبو علي الحزالي” أحد كبار أعضاء كتائب حزب الله الذي شارك في التنسيق العملياتي بين الميليشيات الشيعية وفيلق القدس الإيراني وحزب الله.

السلطات الإيرانية أصدرت تعليمات بابتزاز الجاسوسة التي استطاعت تقديم معلومات حديثة حول كل شيء معروف عن “الأصول البشرية” التي تديرها الولايات المتحدة في سوريا والعراق، بالتزامن مع عمل الولايات المتحدة على جمع معلومات استخبارية لمواجهة التهديدات الشيعية.

المعلومات الأولية التي قدمتها “طومسون” حول اغتيال “سليماني” كانت متأخرة واستطاعت طائرة أمريكية من استهدافه بصاروخين بعد دقائق على رصد طائرته القادمة من دمشق، قتلت فيهما قائد فيلق القدس الإيراني “قاسم سليماني” وقائد كتيبة حزب الله “أبو مهدي المهندس”.

وذكرت المدونة في تحقيقها أن مكتب التحقيقات الفدرالي اكتشف أن “طومسون” استخدمت تطبيق مراسلة الفيديو عبر الهاتف، ما يعرض ذكاء عشيقها بصرياً، ودون الكشف عن النص لأنظمة مراقبة الاستخبارات، مع العلم أن الشخص التي كانت على علاقة به لديه اتصال بمنظمة مقرها الولايات المتحدة.

وتم اعتراض رسائل الفيديو من قبل مكتب التحقيقات الفدرالي، كما عُثر في غرفة الجاسوسة على ملاحظة مكتوبة بخط اليد باللغة العربية، مخبأة تحت السرير، وتحتوي على معلومات سرية تُحدد ثلاثة مصادر بالاسم، كما تضمنت المذكرة أيضاً تحذيراً لحزب الله بشأن هدف يراقبه البنتاغون وهو على علاقة متينة بالحزب.

وبحسب التحقيق فإن إيران وحزب الله يكتشفان الأصول الاستخباراتية البشرية المحتملة من خلال حسابات “لينكد إن”، وأن وحدات المخابرات الإيرانية وحزب الله وجها الكثير من الجهود في السنوات الأخيرة لتحديد وتجنيد عملاء من مقاولين شرق أوسطيين تستخدمهم وزارة الدفاع الأمريكية.

ورأت المدونة أنه يمكن التعرف بسهولة على مختلف مقاولي وزارة الدفاع من خلال البحث في “LinkedIn” وهي شبكة اجتماعية عبر الإنترنت مصممة لإنشاء علاقات مهنية وتجارية، مشيرةً إلى أنها الطريقة التي حددت بها المدونة أيضاً ملف تعريف السيدة ميريام طه طومسون للذكاء المهني.

ولفتت المدونة أمن الملف الشخصي لحساب “طومسون” يُشير إلى أنها حصلت على أول شهادة أكاديمية في الدراسات الإسلامية في السبعينيات في الجامعة الإسلامية في بيروت، وأنها كشفت في سيرتها الذاتية عن تجربتها في مجال المخابرات والتي بدأت في تشرين الأول 2012 للعمل مع وزارة الدفاع والجيش الأمريكي، وبالتحديد في ترجمة الوثائق “السرية للغاية”.

وأضافت المدونة أنها تلقت رسالة إشادة من الجنرال “ديفيد بتريوس” في نوفمبر 2010 أثناء وجوده في أفغانستان، والذي شغل منصب قائد القوة المتعددة الجنسيات العراقية وقائد الناتو والقوات الأمريكية في أفغانستان، علماً أن الجاسوسة خدمت في أفغانستان تحت قيادته.

وأشارت المدونة إلى أن الملف الشخصي لـ “طومسون” يُظهر أنها عملت من عام 2016 حتى وقت قريب، كمترجمة لقوة المهام المشتركة للعمليات على الأراضي السورية، في مهنة تتعلق بحالات الطوارئ، من خلال إدارة منتجات الاستخبارات التشغيلية والتكتيكية، واستخراج المعلومات والمسوحات الميدانية، إلى جانب الوحدات الخاصة وممثلي وزارة الخارجية وغيرهم من “الشركاء الدوليين”.

ورجح التحقيق أن يكون حزب الله قد استغل أن الجاسوسة من عائلة لبنانية، لإضافة لاستغلال نقاط ضعفها في عملية “إغواء” رومانسية، تمكن فيها وكيل المنظمة اللبنانية من “الوقوع في الحب” وتبادل المعلومات حول أنظمة الكمبيوتر في البنتاغون وتفاصيل الوكيل وطبيعة المراقبة الأمريكية لمصالح إيران وحزب الله في المنطقة.

عملية التجنيد هذه ليست الأولى التي تنجح بها إيران، من خلال إدخال عميل مزدوج لمراكز المخابرات في قوات التحالف العاملة في الشرق الأوسط، ففي كانون الثاني 2019، تم الكشف عن مدني يبلغ من العمر 50 عاماً، يدعى “عبد الحميد” ولد في أفغانستان وعمل لسنوات في الجيش الألماني كمترجم ومستشار، قدم خلالها معلومات سرية لجهاز الأمن الإيراني حول أنشطة الجيش الألماني في الشرق الأوسط.

ترجمة: صوت العاصمة