جددت الفصائل العسكرية العاملة في الغوطة التزامها بالتنفيذ الأمين والصادق لقرارات مجلس الأمن رقم (2254،2268،2401) مؤكدة استعدادها لإخراج مقاتلي هيئة تحرير الشام وذويهم من الغوطة الشرقية خلال مدة 15 يوم من بدء دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ الفعلي، وفق آلية يتم الاتفاق عليها خلال الفترة المذكورة، وبالتعاون مع مكتوب المبعوث الخاص للأمن العالم للأمم المتحدة في سوريا.
وأكدت الفصائل في رسالة للأمن العام للأمم المتحدة، التزامنها بتأمين البيئة اللازمة لتسهيل عمل منظمات الأمم المتحدة ذات الصلة في تسيير أمن العاملين بها في مختلف مناطق الغوطة الشرقية.
وبينت الفصائل حرصها الكامل على تسهيل عمل منظمات الأمم المتحدة ذات الصلة في مراقبة تنفيذ القرار 2401، لافتة إلى أن خروقات النظام وحلفائه من الروس والإيرانيين والميليشيات الموالية لقرار وقف إطلاق النار رغم التزام الفصائل به.
وطالبت الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية الممثلة بـ (جيش الإسلام، فيلق الرحمن، حركة أحرار الشام الإسلامية) بضمان إلزام النظام وحلفائه بالوقف الفعلي لجميع الأعمال العدائية والعمليات العسكرية بكافة أنواعها على أرض الغوطة الشرقية، ووقف الطلعات الجوبة التابعة للنظام والروس، طبقاً لقرارات مجلس الأمن، والوصول الآمن لقوافل الإغاثة والتوقف عن استهداف سيارات الإسعاف وحماية الطواقم الطبية التي ترفع شارة دالة على عملها.
وطالبت الفصائل السماح بخروج الجرحى والمرضى وذوي الحالات الحرجة وضمان وصولهم عبر الصليب الأحمر وبإشرافه لأحد مشافي دول الجوار أو المشافي الواقعة في مناطق خارج سيطرة النظام، مع ضمان عدم التعرض للجرحى والمصابين، وعدم توقيفهم او اعتقالهم او اعتقال المرافق لهم في حال معالجتهم في أحد مشافي دمشق.
وطالبت الفصائل عبر البيان ذاته بوقف استهداف النقاط الحيوية والمنشآت الطبية والتعليمية ودور العبادة ومستودعات الأغذية ومحطات توليد الكهرباء والطاقة، مع تنظيم آمن ودوري للاحتياجات الطبية والأغذية الكافية لأكثر من 400 الف نسمة يقبعون في الغوطة الشرقية، تحت اشراف الصليب الأحمر والأمم المتحدة.
وانهت الفصائل بيانها بأنها خصصت عدداً من الممرات الآمنة تحقيقاً لهذه الغاية عبر مخيم الوافدين، حرستا، المليحة وجسرين، مبدية استعدادها لمناشقة الآليات اللازمة لضمان التنفيذ الحالي والفوري لقرار مجلس الأمن رقم 2401، وتحقيق موجبات القانون الدولي من خلال التعاون مع مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، أو أي جهة يفوضها الأمين العام ومجلس الأمن.
ويأتي البيان الصادر عن فصائل الغوطة الشرقية بعد اتهام الروس لجيش الإسلام وحركة أحرار الشام بالتحالف مع “هيئة تحرير الشام” المصنفة إرهابياً واستثناء مناطقهم من الهدنة التي فرضها مجلس الأمن.
وكان مجلس الأمن قد اعلن هدنة إنسانية لمدة 30 يوم بدأت منذ مساء السبت، لكن النظام وحلفائه من الروس والإيرانيين واصلوا قصف الغوطة الشرقية بكافة أنواع الأسلحة، تحت ذريعة وجود هيئة تحرير الشام.
وقالت روسيا يوم أمس، الاثنين، أن بوتين أمر بفتح ممر إنساني للراغبين بالخروج من الغوطة اليوم، الثلاثاء، من التاسعة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر مع إيقاف كامل للعمليات العسكرية والطلعات الجوية وتأمين معبر مخيم الوافدين كنقطة خروج، لكن القصف لم يتوقف مع تحليق مستمر لطيران الاستطلاع والحربي والمروحي وسط قصف مكثف يستهدف محاور الاشتباك في قطاع المرج ومحيط مدينة حرستا، فيما اتهم النظام السوري والجانب الروسي فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية باستهداف معبر مخيم الوافدين لمنع المدنيين من الخروج إلى مدينة دمشق.
وقضى أكثر من 500 مدني خلال الأسبوعين الماضيين خلال قصف مكثف بسلاح الجو والسلاح الصاروخي على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، فيما خرج أكثر من 19 مركز طبي عن الخدمة نتيجة الاستهدافات المباشرة بالصواريخ الموجهة.
المصدر: وكالات