عثرت شركة “كومبي ليفت” الألمانية على 52 حاوية تحتوي على أكثر من 1000 طن من المواد الكيميائية، في مرفأ بيروت الذي تولّت الشركة بموجب عقد مع لبنان مهمّة التخلّص من المواد الخطرة الموجودة فيه، وذلك في أعقاب انفجار المرفأ.
وقال المدير التنفيذي للشركة، هيكو فيلدرهوف، إنّه “يجب قول الحقيقة كما هي: ما وجدناه أشبه بقنبلة ثانية في المرفأ”، معتبراً أنّه “تذكر كلام والده عن الحرب العالمية الثانية، لأنه لم ير شيء مثل هذا من قبل”.
وأضاف فيلدرهوف لقناة “NTV” الألمانية: “لا أحد يريد معرفة تفاصيل الـ 52 حاوية، لا الأجهزة الأمنية ولا سلطات المرفأ ولا حتى الجمارك”.
ولا توجد مستندات كافية أو بيانات عن كيفية تسليم هذه الكمية من المواد، كما أنّه لم يعرف مصدرها، حسبما ترجمت الحرة اليوم الإثنين 8 شباط.
وختم المدير التنفيذي بالقول: “الخطر ما زال موجوداً، فهناك خمس سفن مُدمِرة في الميناء يجب التخلص منها، وسوف نقوم بهذه المهمة”.
بدورها، لفتت القناة الألمانية إلى أنّ الحديث وراء الكواليس يتناول الجهة التي تعلم بوجود هذه المواد وتؤمن غطاءها، مشيرة إلى أنّ المرفأ “في قبضة حزب الله المتحالف مع إيران منذ سنوات، ويُشتبه في أن للحزب يد في وجود هذه المواد باعتبارها القوة السرية في لبنان ودون علمها لا يمكن أن يحصل ذلك”.
وأعلنت السفارة الألمانية في لبنان قبل أيام عن انتهاء عملية معالجة 52 حاوية تضم موادا كيميائية شديدة الخطورة كانت موجودة في مرفأ بيروت منذ أكثر من عقد من الزمن، على أن يتم شحنها إلى ألمانيا.
وتسبّب انفجار بيروت في الرباع من آب 2020 بمقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6500، كما ألحق أضرارا جسيمة بالمرفأ وأحياء من العاصمة.
ووقع لبنان عقدا مع شركة “كومبي ليفت” الألمانية بقيمة 3.6 مليون دولار للتخلص من “مواد خطرة قابلة للاشتعال” بعد اكتشاف تخزينها في المرفأ.
وخلصت تقارير وتحقيقات صحفية لبنانية وغربية إلى وجود علاقة تربط رجال أعمال مقرّبين من النظام السوري، بشحنة نترات الأمونيوم التي أسفرت عن الانفجار.
ونشرت قناة الجديد اللبنانية تحقيقا صحفيا متلفزا خلصت فيه إلى وجود صلات بين شركة سافارو المسجّلة في لندن، وثلاث شخصيات كانت محورية في دعم النظام السوري طوال السنوات الماضية.
ووفقا للنتائج التي خلص إليها التحقيق، فإنّ رجال الأعمال الثلاثة هم جورج حسواني، ومدلل خوري، وشقيقه عماد.