كرّر زعيم ميليشيا حزب الله، حسن نصر الله تصريحات إيرانية سابقة أرجعت إقناع الروس بالتدخّل عسكريا في سوريا إلى جانب النظام لقائد فيلق القدس الإيراني المقتول قاسم سليماني، كما أنّه أشار إلى أنّ الأخير هو أول من تنبّه لما وصفه “خطر الربيع العربي”.
وقال نصر الله في حوار بثّته قناة الميادين مساء الأحد 27 كانون الأول، إنّه اجتمع مع سليماني ببشار الأسد في دمشق، حيث طلبا منه أن يستعد ويحضّر أجهزته الأمنية.
وتتعارض تصريحات نصر الله مع روايته الأولى التي أطلقها بالتناغم مع تصريحات إيرانية بأنّ وجودهم في سوريا كان لحماية المزارات الدينية، قبل أن يقول إنّه لمنع وصول التنظيمات المدرجة على لوائح الإرهاب، إلى الأراضي اللبنانية.
ولفت زعيم الميليشيا المدرجة على لوائح الإرهاب في عدد من دول العالم، إلى أنّ سليماني أخبره بأنّ ثمّة خطر مقبل على المنطقة في أعقاب سقوط الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.
وبدأت الثورة السورية على نظام العائلة الحاكم منذ عام 1970، بمظاهرات سلمية عام 2011، طالبت بالإصلاحات، ليواجهها النظام بالرصاص الحي والاعتقالات وإنزال الجيش إلى المدن والبلدات.
سليماني في موسكو
وأكّد نصر الله أنّ سليماني ذهب إلى موسكو و”التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لساعتين، ولعب دوراً في إقناعه بدخول روسيا العسكري بعد عرضه للواقع الميداني”.
وأضاف أنّ “الدخول العسكري الروسي في سوريا كان مؤثراً جداً”، موضحاً أن موسكو كانت مترددة بشأن الدخول في الحرب الدائرة في سوريا”، واعتبر أنّ “موسكو عادت إلى العالم من بوابة سوريا”.
وقلبت روسيا موازين السيطرة منذ تدخّلها في خريف عام 2015، إلى جانب النظام والميليشيات الإيرانية متعدّدة الجنسيات.
وبعد مقتل سليماني مع قادة ميليشيات آخرين بضربة أمريكية استهدفتهم في بغداد مطلع العام الجاري، قال وزير الدفاع الإيراني السابق حسین دهقان إن سليماني كان له دور كبير في إقناع روسيا بأهمية وجودها في سوريا.
ووصف الوزير السابق حينها سليماني بأنّه “دبلوماسي”، إذ أنه استطاع إقناع الروس بأن تكلفة التدخل والبقاء في سوريا ستكون ذات جدوى لجميع الأطراف.
سوريا مستهدفة من أجل “ثرواتها”
وفي حديثه عن الدور الإيراني والتصدي لما روّج له النظام على أنّه “مؤامرة كونية”، قال زعيم الميليشيا إنّ سوريا لم تكن مستهدفة من أجل فلسطين فقط، بل من أجل “احتلالها ونهب نفطها وغازها”.
وأبرمت روسيا وإيران صفقات اقتصادية مع النظام، أشارت تقارير إلى أنّها جزء من “تقاسم الكعكعة السورية”.
وتسيطر روسيا مع إيران على أهم مناجم الفوسفات في حمص وسط البلاد، كما دخلت إيران إلى خط النفط السوري عبر توقيع عقود مع النظام بشأن التنقيب في دير الزور شرقي البلاد.