تبادلت الولايات المتّحدة الأمريكية وإيران، تهديدات وتحذيرات من خطوات قد تسفر عن تصعيد بين الطرفين، وذلك عقب الاستهداف الأخير للسفارة الأمريكية في العاصمة بغداد، والذي تزامن مع اقتراب ذكرى مقتل قائد لواء القدس الإيراني، قاسم سليماني مع عدد من قادة الميليشيات الموالية لطهران، بضربة أمريكية العام الماضي، حولتهم إلى أشلاء.
ونفت إيران الاتّهامات الأمريكية التي حمّلتها مسؤولية استهداف السفارة الأمريكية في بغداد، إذ قال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زادة، إنّ “هكذا تصريحات واتهامات متكررة، لا أساس لها من الصحة”.
واعتبر زادة في تصريحات نقلتها وكالة تسنيم الإيرانية اليوم الخميس 24 كانون الأول، أنّ اتّهامات ترامب خطيرة، محذّرا في الوقت ذاته من أي “خطوة حمقاء”.
أمريكا تهدّد
واستهدفت المنطقة الخضراء شديدة التحصين والتي تضم السفارة الأمريكية، في بغداد مساء الأحد الماضي (20 كانون الأول)، بما لا يقل عن 8 صواريخ كاتيوشا.
وأسفر الهجوم عن إلحاق أضرار بمجمّع السفارة، فيما قال الجيش العراقي إن الهجوم نفّذته “جماعة خارجة عن القانون”.
من جهته، أشار الرئيس ترامب المنتهية ولايته، بأصابع الاتّهام في تغريدتين على تويتر، نحو إيران، وقال: “تعرضت سفارتنا في بغداد يوم الأحد بعدة صواريخ. ثلاثة صواريخ لم تنطلق. خمن من أين أتوا: إيران. الآن نسمع أحاديث عن هجمات إضافية ضد أمريكيين في العراق”.
وزاد: “بعض النصائح الصحية الودية لإيران: إذا قتل أميركي سأحمّل إيران المسؤولية. فكّروا مليّاً”.
بدورها، أكّدت القيادة المركزية الأمريكية ببيان اليوم الخميس، أنّ “جماعة مارقة مدعومة من إيران” نفّذت الهجوم، كما حمّل البيان إيران مسؤولية مقتل أي أمريكي.
“جبهة دبلوماسية”
في الغضون، أعلنت وزارة الداخلية العراقية عن اعتقال أحد مطلقي الصواريخ تجاه السفارة الأميركية، دون الكشف عن هويته بعد.
وقال وزير الداخلية عثمان الغانمي، الخميس، إنّ العمل جارٍ على خطة أمنية عسكرية لمنع استهداف المنطقة الخضراء، وفقا للعربية نت.
وفي ظل التهديدات المتبادلة، تشير تقارير إلى أنّ المنحى المتّخذ في سياق الهجمات الأخيرة، يتّجه نحو الجهود الدبلوماسية.
حيث عُقد أمس اجتماع في البيت الأبيض، لبحث الرد على “تهديدات” إيران، حسبما ذكرت شبكة سي إن إن الأمريكية.
ونقلت الشبكة عن مسؤول لم تسمّه، إنه تمت مناقشة الخيارات لكن لم تتم الموافقة على توجيه ضربات عسكرية في الوقت الحالي. وقال المصدر إن ما تمت مناقشته هو زيادة الجهود على الجبهة الدبلوماسية.
مقتل سليماني
وتزامن الهجوم الصاروخي، مع اقتراب الذكرى الأولى لمقتل قاسم سليماني مع عدد من قادة الميليشيات العراقية الموالية لطهران، بضربة أمريكية يوم 3 كانون الثاني 2020.
وشنّت إيران في أعقاب الضربة، هجوما على قاعدتين عراقيتين تتواجد بهما قوات أمريكية، انتقاما لمقتل سليماني، لكنّ الهجوم اعتبر رمزيا، إذ لم يسفر خسائر بشرية في صفوف القوات الأمريكية.